غياب مرافق رياضية وصحية يُعقد حياة بيضاويين و”التنصل من المسؤولية” يلاحق الشرايبي

تشهد منطقة “بنجدية” الكائنة بمقاطعة سيدي بليوط بمدينة الدار البيضاء خصاصًا مهولًا على مستوى فضاءات الترفيه وخاصة ملاعب القرب، الأمر الذي أثار استياء جمعويين وفعاليات مدنية، ممن اضطروا إلى ممارسة أنشطتهم الرياضية فوق أراضٍ مزفتة، دون تدخل السلطات المنتخبة وعلى رأسها رئيسة المقاطعة كنزة الشرايبي.

وحسب ما عاينته جريدة “”، فإن “شباب المنطقة المنضوين تحت لواء جمعيات رياضية يتوجهون في آخر الأسبوع إلى إحدى “الباركينغات” بـ”بنجدية” من أجل تنظيم دوريات مصغرة، وهو ما قد يعرض سلامتهم الجسدية للخطر، وفق شهادات متفرقة أفاد بها هؤلاء الشبان للجريدة.

وتعاني المنطقة المذكورة من غياب المرافق العمومية بمختلف أنواعها ومستوياتها، إذ يعمد هؤلاء الشباب إلى قضاء حاجاتهم في المقاهي والمطاعم المجاورة للباركينغ الرياضي، الذي يعتبر المكان الوحيد لإجراء مباريات كرة القدم، بالإضافة إلى غياب الدعم المادي واللوجستيكي من طرف مقاطعة سيدي بليوط.

وقامت جريدة “العمق” بجولة قصيرة بالمنطقة نفسها، حيث سجلت غياب مؤشرات التنمية في أغلب الأحياء السكنية والمناطق التي كان من المفروض أن تكون مزودة بملاعب رياضية وحدائق ومنتزهات تماشياً مع موجة الإصلاحات التي تعرفها العاصمة الاقتصادية في مختلف المناطق.

وأكد أحد المسؤولين الجمعويين بمنطقة بنجدية أن “الجمعيات الرياضية تقوم باستخلاص مبلغ سنوي زهيد لا تتجاوز قيمته 300 درهم لتغطية الخصاص، وذلك من أجل شراء الأقمصة الرياضية والمعدات الضرورية واللوازم الطبية، وذلك في ظل غياب الدعم المالي”.

وحملت فعاليات مدنية وشباب المنطقة مسؤولية هذه الأوضاع المزرية إلى رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، كنزة الشرايبي، متهمين إياها بعدم وفائها بالبرنامج الجماعي الانتخابي ووعودها التي كانت تروم تشييد ملاعب القرب بمنطقة بنجدية.

وقال عبد الصمد ثابت، مستشار بمقاطعة سيدي بليوط، إن “غياب ملاعب القرب بمنطقة بنجدية هو مشكل حقيقي موضوع بقوة على طاولة مجلس مقاطعة سيدي بليوط، نظراً إلى أن المنطقة تحتوي على فئة عريضة من الأطفال والشباب الذين يحتاجون إلى أماكن الترفيه لممارسة أنشطتهم الرياضية والثقافية في أوقات فراغهم”.

وأضاف ثابت، في تصريح لجريدة “”، أن “انعدام ملاعب القرب بمنطقة بنجدية سجلناه في بداية الولاية الحالية، وسبق أن ناقشنا الموضوع مع رئيسة مقاطعة سيدي بليوط كنزة الشرايبي، لكنها لم تبد أي اهتمام حول هذا الموضوع الذي يهم بالدرجة الأولى شباب المنطقة”.

وتابع المتحدث نفسه أن “المنطقة تعاني من غياب وعاء عقاري تابع لأملاك الدولة، لكن اقترحنا نحن كمستشارين بالمقاطعة إمكانية شراء بقعة أرضية من أجل بناء ملعب لأبناء المنطقة المتعطشة لمثل هذه المرافق العمومية”.

وأردف أيضًا أن “مستشاري المجلس يحاولون إيجاد جواب لهذه الإشكاليات الحقيقية قبل نهاية الولاية الانتخابية، وذلك عن طريق تحويل الباركينغ إلى مرآب تحت أرضي وتشييد ملعب للقرب فوقه، لأن هذا هو الحل الوحيد لاستفادة الساكنة البيضاوية”.

وأوضح المستشار الجماعي أنه “نريد توفير ملعبين للقرب لساكنة بنجدية، علماً أن هذه المنطقة أنجبت لاعبين كبارًا وفي مقدمتهم العربي بن مبارك وياسين بونو بالإضافة إلى عبد الإله شكري، لهذا سنعمل جاهدين لتوفير مرافق الترفيه لإنهاء أزمة الملاعب”.

وحاولت جريدة “”، ربط الاتصال برئيسة مقاطعة سيدي بليوط كنزة الشرايبي، لأخذ وجهة نظرها في ما أثير حولها، إلا أن هاتفها ظل يرن دون إجابة.