اخبار المغرب

غلاء الأسعار يرفع الإقبال على “الرخلة” في أسواق أضاحي العيد بالمغرب

دفع غلاء أسعار الأضاحي بمعظم الأسواق، على بُعد حوالي أسبوع واحد من حلول عيد الأضحى، كثيرا من المغاربة إلى الإقبال على شراء أنثى الخروف، المعروفة عند مربي الماشية بـ”الرخلة”؛ حتى يتسنى لهم تطبيق شعيرة أضحية العيد وإدخال البهجة، بهذه المناسبة، على أفراد أسرهم، خصوصا من الأطفال، نظرا لثمنها المنخفض مقارنة بثمن الخروف.

وتلاقي “الرخلة”، كما أكده لهسبريس عدد من مربي المواشي وتجار أضاحي العيد، إقبالا كبيرا بمختلف أسواق الأضاحي، كما هو الحال بمناطق جهة فاس مكناس؛ وذلك بعد أن أضحت أنثى الخروف خيارا مفضلا لفئة عريضة من الأسر التي تعيش على وقع الأوضاع الاجتماعية الصعبة، وبديلا لها عن الأكباش التي تفوق أسعارها قدرتها الشرائية.

محمد العلمي، أحد مربي الأغنام بإقليم تاونات، قال، في حديث له مع هسبريس، إن “الرخلة” أصبحت تزاحم الأكباش بالأسواق الأسبوعية بالإقليم، مبرزا أنه، فضلا عن غلاء الأعلاف، ساهم الإقبال على “الرخلة” من طرف الفئات الهشة في ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق؛ لكن لا يرقى، وفقه، إلى مستوى سعر الخروف.

وأضاف أن سعر “الرخلة” المخصصة لأضحية العيد، بعدما كان في السنوات الماضية دون ألف درهم، أصبح لا يقل عن 1200 درهم، موردا أن ثمنها قد يفوق 2500 درهم، “خصوصا إذا كانت تتصف بالسمنة وعدم الحمل ولم يسبق لها الوضع”، بتعبير المتحدث ذاته.

وتابع العلمي “أنه من الناحية الشرعية، لا فرق بين الأضحية بالكبش والرخلة إلا بالقرون”، مشددا على أن جودة لحم “الرخلة” لا يختلف عن مثيلتها للخروف، وقد تفوقه في ذلك إذا كانت تتصف بالسمنة وتتغذى على العشب والأعلاف الطبيعية.

ولفت مربي الأغنام ذاته إلى أن إعداد “الرخلة” لأضحية العيد يتطلب عزلها عن القطيع حتى لا تتم عملية التزاوج، منبها إلى أن بعض “الكسابة” يخلطون داخل حظائرهم بين الخراف الإناث والذكور؛ وهو ما قد يعرض “الرخلة” للحمل المبكر، خصوصا بعد الاعتناء بها بالأعلاف.

وأوضح، في هذا السياق، أن بعض الأسر تتفاجأ، بعد نحر أضحيتها من إناث الغنم أو الماعز، بأنها حامل؛ وهو ما قد يفسد عليها الإحساس بفرحة العيد، مشددا على أنه يصعب تحديد حمل “الرخلة”، خصوصا إذا كان الحمل في بدايته.

من جانبه، أكد عبد اللطيف العثماني، مرب للمواشي بمنطقة أزرو، والذي اختار أن يعرض بضاعته من أضاحي العيد على شبكات التواصل الاجتماعي، أن سوق الأضاحي لا يزال ملتهبا بإقليم إفران والنواحي، موردا أن ذلك ساهم بشكل كبير في توجه عدد من المواطنين إلى شراء “الرخلة” بدل الخروف.

وأضاف مربي الأغنام ذاته، في حديثه اليوم الخميس مع هسبريس، أن ثمن “الحولي” الجيد من سلالة تمحضيت أو كما يسمى “البركي” يتجاوز 3500 درهم؛ بينما سعر “الخروفات”، التي يعرضها للبيع، يتراوح ما بين 2000 و2300 درهم للرأس الواحد، مبرزا أن سنها يتجاوز العام الواحد، وكلفته عملية تسمينها كثيرا بسبب غلاء أسعار الأعلاف.

ولفت العثماني إلى أنه يعمل، لإعدادها للبيع بمناسبة عيد الأضحى، إلى عزل “الخروفات” عن الخرفان الذكور في وقت مبكر، من أجل تفادى تعرضها للحمل؛ “لأن ذلك يعد عيبا في الأضحية، يتحمل وزره وذنبه البائع وحده”، على حد قول المتحدث ذاته.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *