غضب شعبي يجتاح سوقا بصفرو

شهد السوق الأسبوعي “رباط الخير” بمدينة صفرو، الإثنين، حالة من الفوضى والاحتقان، إثر اندلاع احتجاجات شعبية عارمة على خلفية الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة الخضر والفواكه واللحوم والأسماك.
وتأتي هذه الاحتجاجات في الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك بسبب تفاقم معاناة المواطنين من غلاء أسعار جميع المنتجات الغذائية، من الخضروات والفواكه واللحوم الحمراء والبيضاء والأسماك.
وكشفت مقاطع فيديو انتشرت بشكل واسع على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” كيف تحولت ساحة السوق إلى ميدان للمشادات الكلامية بين الباعة والمواطنين الغاضبين، الذين عبروا عن سخطهم العارم من استمرار موجة الغلاء التي تضرب جيوبهم، في ظل غياب فرص العمل وتفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة.
وكشفت مصادر مطلعة أن شرارة الاحتجاجات داخل السوق الأسبوعي سالف الذكر بدأت في المكان المخصص لبيع الأسماك، حيث عمد المحتجون إلى وقف عمليات البيع والشراء، تعبيرا عن رفضهم الأسعار الملتهبة، وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى باقي أرجاء السوق، ما أدى إلى شلل شبه تام في حركيته المعتادة، خاصة أن السوق الأسبوعي “الاثنين” يعتبر وجهة رئيسية لسكان المدينة وضواحيها للتزود بحاجياتهم، ولاسيما خلال شهر رمضان.
وأمام تصاعد حدة الاحتجاجات اضطر العديد من التجار إلى الإسراع في مغادرة السوق، حاملين بضائعهم، خشية تعرضها للتلف، في ظل توقف حركة البيع والشراء، فيما عملت مصالح الدرك الملكي والسلطات المحلية والقوات المساعدة على التدخل من أجل تهدئة الأوضاع.
وكشف عبد الصمد برهوم، فاعل جمعوي وحقوقي من إقليم صفرو، أن “الاحتجاجات التي سجلها سوق رباط الخبر بصفرو اليوم الإثنين تأتي لتكشف عن حالة احتقان شعبي متزايدة في المغرب، في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية، وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الفئات الهشة والمتوسطة”.
وطالب الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، الحكومة بـ”التدخل العاجل والفوري لوضع حد لهذا الغلاء الفاحش، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، وضمان توفير المواد الغذائية بأسعار معقولة”، مشيرا إلى أن “الملك محمدا السادس قرر إلغاء شعيرة ذبح الأضحية لرفع الحرج عن رعاياه، فيما على الحكومة أن تعمل من أجل خفض أسعار المنتجات، خاصة أن المغرب يصدر الفواكه والخضروات للخارج”، وفق تعبيره.
“هذا وتتزايد المخاوف من انتقال شرارة الغضب الشعبي إلى أسواق أخرى في مختلف أنحاء المملكة، في ظل تشابه الظروف المعيشية الصعبة، وتفاقم أزمة الغلاء، وانتشار الفقر، وغياب فرص العمل، ما ينذر بتصاعد وتيرة الاحتجاجات في الأيام القادمة، ما لم يتم تدارك الوضع واتخاذ إجراءات حكومية فعالة وسريعة”، يضيف المتحدث ذاته.
وفي المقابل أكد جلال بنموسى، فاعل اقتصادي من مدينة ورزازات، أن “الوضع الراهن يستدعي تحركا عاجلا من الحكومة، ليس فقط لمعالجة أزمة الغلاء، بل أيضا لمعالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى تفاقمها، من خلال وضع سياسات اقتصادية واجتماعية فعالة، تضمن توفير فرص العمل، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، وتعزيز العدالة الاجتماعية”.
المصدر: هسبريس