غالبية قراء هسبريس لا ترشح “أسود الأطلس” للتتويج بكأس إفريقيا للأمم
يستعد المنتخب المغربي لكرة القدم لقص شريط مشاركته في كأس إفريقيا للأمم “كوت ديفوار 2023″، اليوم الأربعاء، بمواجهة منتخب تنزانيا، وسط تقديرات تجعله من بين المنتخبات المرشحة بقوة للظفر باللقب الإفريقي لكرة القدم.
جريدة هسبريس الإلكترونية طرحت على الجمهور سؤالا مباشرا في محاولة لاستطلاع رأيه: “هل تتوقع فوز المنتخب المغربي بكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار؟”، وجاءت الأرقام تفيد بأن غالبية المغاربة لا يعتقدون بأن “أسود الأطلس” سيحسمون اللقب لصالحهم.
وحسب نتائج الاستطلاع، فإن 7566 شخصا من المشاركين فيه، البالغ عددهم 12.459، أجابوا عن السؤال المطروح بـ”لا”، بنسبة 60,16 في المائة، في الوقت الذي قال 5011 مشاركا إن “أسود الأطلس” قادرون على العودة باللقب الإفريقي من الأدغال الإفريقية.
بدر الدين الإدريسي، محلل رياضي، اعتبر أن نتائج الاستطلاع “تؤكد ازدواجية الرؤية، وتبين أن الجماهير المغربية منقسمة ما بين يقينها بقدرة المنتخب المغربي على أن يعاكس مجرى التاريخ على مستوى كأس إفريقيا للأمم ويحصل على لقب طال انتظاره لمدة 48 سنة، وما بين يقين من الصعوبات التي يستشعرها اللاعبون المغاربة كلما تعلق الأمر بمسابقة إفريقية تجري على الخصوص في الأدغال الإفريقية”.
وأضاف الإدريسي، في تصريح لهسبريس، أن نتائج الاستطلاع تراعي الصعوبات التي طالما “استشعرها المنتخب في سفرياته نحو الأدغال الإفريقية، خاصة إذا تعلق الأمر بمسابقة نجمع جميعا على أنها مسابقة صعبة ومعقدة ولا تحتكم للمنطق ونتائجها تأتي أحيانا غريبة”.
وشرح المحلل الرياضي أن “الذين صوتوا وتوقعوا تتويج الفريق الوطني بكأس إفريقيا للأمم، انطلقوا من جزئية مهمة، هي الراهن الرياضي للفريق الوطني الذي يضعه بالأساس في صدارة الدول المرشحة للفوز باللقب”، مبرزا أن آخر هذه الصور كانت “الصورة الرائعة التي خلفها في كأس العالم كأول منتخب إفريقي يصل إلى نصف النهائي”.
وأوضح أن منتخب المغربي “سار على المستوى نفسه بعد إجرائه قرابة 10 مباريات، وهو ما يؤكد شخصيته وقوته وأحقيته في تصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية على الصعيد العالمي خلال نهاية 2023”.
واعتبر الإدريسي أن الفوز بكأس إفريقيا للأمم هو “تتويج لعمل وروح وتضحيات مجموعة، وليس لوجود أفراد أو لاعبين بعينهم”، واستدرك قائلا: “أعتقد إذا وضعنا اللاعبين المغاربة في كفة ولاعبي المنتخبات الإفريقية برمتها في كفة، المغرب يملك التفوق”، مبرزا أن هذا الاعتبار الرياضي “يجب أن يجسد على أرضية الملعب، ويجب أن يدخل المغرب في جلباب المرشح للقب ولا ينزع عنه هذا الجلباب”.
وشدد المتحدث ذاته على أن المنتخب الوطني ينبغي أن يكون “قادرا على الحسم في الكثير من الجزئيات التي دفعت 60 بالمائة من المغاربة ليعتقدوا بأنه لن يفوز باللقب، بعدما لم يتمكن في السابق من التعامل والحسم في جزئيات ضيعت عليه اللقب الذي كان قريبا منه”، معربا عن أمله أن يعكس المنتخب الوطني الآية في هذه الدورة و”يقدم كأسا إفريقية تليق بتاريخه وعناصره وتنسجم مع الشخصية التي أصبح يمتلكها”، حسب تعبيره.
من جهته، اعتبر الإعلامي والمحلل الرياضي جمال اسطيفي أن من المنطقي أن تضع التقديرات المغرب في خانة المرشحين للفوز بلقب كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، بالنظر إلى “مشاركته في المونديال التي كانت تاريخية واستثنائية بكل المواصفات بعد حصوله على المركز الرابع إثر بلوغه الدور نصف النهائي”.
وأضاف اسطيفي، ضمن تصريح لهسبريس تعليقا على نتائج الاستطلاع، أن “ترشيحات المتتبعين والخبراء والجماهير ستجعل من المغرب واحدا من الفرسان المعول عليهم للتنافس على اللقب، لكن أيضا يجب أن نضع في الاعتبار أن كأس العالم ليس هو كأس إفريقيا، وأن ظروف المنافسة مختلفة تماما، وأن هناك أكثر من منتخب مرشح للتنافس على اللقب”.
وتابع المتحدث ذاته بأن “المغرب سيكون مطالبا في الكان بالفعل، وليس برد الفعل فقط، وسيكون مطالبا كذلك بتدبير جهده على امتداد مشاركته”، موردا أنه “كان من المفيد له أن يدخل المنافسة بعد أن جرت مباريات عدة واجه فيها المرشحون صعوبات عديدة، وهذا جزء من التحضير النفسي والذهني”.
وأشار اسطيفي إلى أن المغرب يملك “حظوظا وافرة، لأن لديه مزيجا من الخبرة والشباب، وهناك لاعبين خاضوا أكثر من كأس إفريقية، في مقدمتهم العميد رومان سايس ويوسف النصيري وياسين بونو ومنير المحمدي الذين يشاركون في الكان الرابع لهم على التوالي، وهذا مهم في مسار منتخب يبحث عن التتويج”.
من جانبه، أوضح مصطفى الحداوي، لاعب المنتخب الوطني الأسبق، بعدما تمنى التوفيق لـ”أسود الأطلس” في كان كوت ديفوار، أن “المنتخب المغربي اليوم في أوج فترات عطائه، خاصة بعد الإنجاز الذي حققه في مونديال قطر”.
وقال الحداوي إن “مجموعة المغرب لا بأس بها بالنسبة لأسود الأطلس المنتخب الذي يتفوق على الورق على باقي المنتخبات الثلاثة”، مشددا في الوقت ذاته على “ضرورة الحذر من المفاجئات التي تعرف بها كأس الأمم الإفريقية، خاصة في المباراة الأولى، ولنا في النسخ السابقة من هذه البطولة خير مثال على ذلك”.
وأوضح المتحدث لهسبريس أن “الناخب الوطني وكل طاقم ولاعبي المنتخب يعون جيدا ضرورة الاستعداد الذهني والتقني والتكتيكي لإحداث الفرق وحصد الفوز، مسنودين بتجربتهم في مختلف البطولات والمنافسات”، مرشحا في الوقت ذاته “أسود الأطلس” لتصدر مجموعته والوصول إلى المربع الذهبي لهذه المسابقة القارية.
ولفت اللاعب الأسبق للمنتخب الوطني إلى أن “البطولة التي تقام الآن بساحل العاج تضم منتخبات قوية تطمح هي الأخرى لحصد اللقب القاري رغم تعثرها غير المتوقع في مبارياتها الأولى”، مشيرا إلى أن “الشعب المغربي متعطش لحصد اللقب الإفريقي الثاني في مسيرة كرة القدم الوطنية”، مشددا في الوقت ذاته على أن “كل الأجواء مهيأة لكتيبة وليد الركراكي من أجل تحقيق الفوز في أول مباراة له في هذه البطولة”.
المصدر: هسبريس