أثارت أشغال تهيئة ساحة “سور المعكازين” بمدينة طنجة موجة من الانتقادات، بعدما بدأت تظهر بها عيوب واضحة بعد ساعات قليلة فقط من افتتاحها، اليوم الجمعة. وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم من جودة الأشغال، معتبرين أن ما وقع يطرح تساؤلات حول شروط الإنجاز والمراقبة. في المقابل، أوضحت مصادر مسؤولة أن المشروع لم يكتمل بعد بشكل نهائي.

واستمرت أشغال إعادة تهيئة ساحة “سور المعكازين”، التي تعد من أبرز الوجهات السياحية بالمدينة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط، لعشرة أيام كاملة، لكنها أثارت انتقادات واسعة بسبب ما وصف بعيوب جسيمة، تأتي قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا.

وأوضح مصدر مسؤول في حديثه لـ”العمق”، أن أشغال إعادة تهيئة الساحة “فارو” لم يتم بعد استكمال جميع مراحلها، مشيرا إلى أن عمال الشركة المكلفة بالمشروع اشتغلوا إلى غاية ساعات متأخرة من ليلة الخميس 5 يونيو، وكان لزاما على الشركة مراعاة الظروف الاجتماعية للعمال القادمين من مدن بعيدة والراغبين في الالتحاق بأسرهم بمناسبة عيد الأضحى، فبادرت إلى منحهم عطلة بالمناسبة.

وذكر ذات المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه لتمكين ساكنة مدينة طنجة من الولوج إلى الساحة المذكورة خلال عطلة العيد باعتبارها متنفسا لها، حيث تحظى بإقبال كبير في مثل هذه المناسبات، ومع أخذ شروط السلامة الجسدية للزائرين وخصوصا الأطفال بعين الاعتبار، ارتأت السلطات العمومية إزالة الحواجز الخاصة بالورش وتنظيفه في انتظار عودة العمال واستئناف إنجاز المراحل النهائية للمشروع بعد عطلة العيد.

وفي سياق متصل، أطلق نشطاء محليون حملة تحت شعار “الحملة المواطنة لمراقبة الأشغال الجارية بطنجة”، تهدف إلى تتبع الأشغال الجارية بمختلف أحياء المدينة، ورصد الاختلالات والتجاوزات في إنجاز المشاريع العمومية، والدفاع عن حق الساكنة في الجودة، والشفافية، والمحاسبة.

وكشف زكرياء أبو نجاة، عضو بجماعة طنجة، أن الأشغال النهائية بساحة سور المعكازين لا ترقى إلى ما كانت تعد به الوعود الرسمية، سواء من حيث جودتها أو جمالياتها أو انسجامها مع رمزية المكان التاريخي، فضلا عن ضعف التشوير وغياب التشاركية، لأن تغييب رأي الساكنة والمجتمع المدني والفاعلين بالمدينة في تصور المشروع يعتبر من مسببات هذا القصور.

وأضاف أبو نجاة، أنه بخصوص المسؤولية عن رداءة الأشغال، فالوضع أكثر تعقيدا مما يتصور، حيث إن المشروع تتولى تنفيذه مؤسسة الولاية ويتم تحت إشرافها الكامل، دون إشراك المجالس المنتخبة أو إعلامها، إذ تفاجأنا كمنتخبين بجماعة طنجة ومقاطعاتها بأن الأشغال تتم دون علم المقاطعات التي تتم بها أو تنسيق أو إخبار، لا من حيث الفكرة ولا من حيث التصور ولا الكلفة، ما يعد إقصاء واضحا للمؤسسات التمثيلية.

وسجل المستشار الجماعي عن حزب الاشتراكي الموحد، أن الشركة الجهوية المكلفة بالتنفيذ رفضت الحضور إلى دورة مقاطعة طنجة المدينة رغم استدعائها، ما يكرس غياب الشفافية والحوار، ويضعف ثقة المواطن في جدوى المشاركة السياسية والمؤسساتية، مضيفا أن تغييب المنتخبين، والاشتغال في غموض بعيدا عن رأي الساكنة والمجتمع المدني، هو من الأسباب الجوهرية التي أدت إلى هذا المستوى المتدني من الإنجاز، والذي لا يليق بمدينة بحجم طنجة ولا بمكانة ساحة سور المعكازين كذاكرة مفتوحة للمدينة.

ومنذ انطلاق ورش الإصلاحات بعدد من المحاور الكبرى كشارع مولاي رشيد، وسور المعكازين، وساحة فرنسا، توالت شكاوى المواطنين وأصحاب المحلات، الذين تضرروا من الأشغال التي تنفذها الشركات الفائزة بصفقات تعبيد الطرق، وتوسيعها، وإنجاز الأرصفة، تحت إشراف الشركة الجهوية “طنجة موبيليتي”.

من جهتها، حاولت مقاطعة “طنجة المدينة” استدعاء ممثلي الشركة الجهوية المكلفة بالأشغال، خلال دورة شهر يونيو المنعقدة مطلع الأسبوع الماضي، لمساءلتهم بشأن ملاحظات واستفسارات أعضاء المجلس الجماعي حول سير الأشغال وجودتها، غير أن الشركة تغيبت عن الجلسة، ما أثار استياء وغضبًا واسعين لدى أعضاء المجلس بالإجماع.

 

المصدر: العمق المغربي

شاركها.