أكد الباحث في الدبلوماسية المغربية، مصطفى عماي، أن المرافعة عن قضية الصحراء المغربية انتقلت من مرحلة السلاح إلى معركة “الترافع الرقمي”، التي يعد الذكاء الاصطناعي أداتها الحاسمة، مشددا على أن قوة الموقف المغربي تنبع أساسا من الجبهة الداخلية المتماسكة والتنمية الملموسة في الأقاليم الجنوبية، والتي تمثل “الاستفتاء الحقيقي” على مغربية الصحراء.

أوضح عماي، خلال مداخلته في ندوة حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الإعلام والمرافعة الرقمية عن قضية الصحراء، أن الدفاع عن القضايا الوطنية هو مسؤولية جماعية تشمل كافة مكونات المجتمع من مؤسسات ومقاولات مواطنة ومجتمع مدني، معتبرا أن الانخراط في هذه المعركة لم يعد اختياريا بل واجبا وطنيا، وأن المكاسب الدبلوماسية والاعترافات الدولية لم تكن لتتحقق لولا الاستقرار والتحام الصحراويين بوطنهم الأم.

واعتبر عضو رابطة أنصار الحكم الذاتي أن الاستقرار والتنمية والنسبة المرتفعة للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بالأقاليم الجنوبية، تشكل أقوى رد عملي وأبلغ رسالة لمن يطالبون باستفتاء كلاسيكي، فالإنسان، حسب قوله، يبحث عن “الكرامة” التي يوفرها له الوطن عبر الأمن والحقوق وفرص الشغل، وهو ما يجسده النموذج التنموي المغربي في الصحراء.

وشدد المتحدث خلال الندوة التي نظمها، أمس السبت بالعيون، المركز الأطلسي للصحافة وتكنولوجيا الإعلام بالصحراء بإشراف من رابطة أنصار الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية على أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين، فبينما يستعمله الخصوم لترويج المغالطات، فإنه يتيح للشباب المغربي فرصة كبرى لكشف حقيقة الأوضاع بمخيمات تندوف من جهة، وإبراز الثورة التنموية التي تشهدها مدن كالعيون والداخلة من جهة أخرى، داعيا إلى استثمار هذه التكنولوجيا لتصحيح الصور النمطية وإيصال الحقائق للمسؤولين والمجتمع الدولي.

ودعا الباحث إلى ضرورة تبني الشجاعة في قول الحقيقة، معتبرا أن نقد الاختلالات الداخلية ليس خيانة، بل هو فعل وطني يهدف إلى تقوية الجبهة الداخلية، كما انتقد عدم الاستثمار الأمثل في الكفاءات العائدة من مخيمات تندوف، الذين يمثلون قوة حقيقية في مواجهة أطروحة الخصوم بفضل معرفتهم العميقة بواقع المخيمات.

وختم عماي مداخلته بالتأكيد على أن المستقبل يكمن في تعزيز الديمقراطية والتنمية ومد جسور التواصل الاقتصادي مع العمق الإفريقي، وهو ما سيوفر المزيد من فرص الشغل ويعزز البنيات التحتية، ويقدم بالتالي الجواب النهائي والحاسم الذي يكرس مغربية الصحراء كحقيقة تاريخية وجغرافية لا رجعة فيها.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.