عمان تستمتع بأفلام عبد الإله الجوهري
تم أول أمس الثلاثاء تسليط الضوء على التجربة السينمائية والمسيرة المهنية الغنية والمتنوعة للمخرج وكاتب السيناريو والناقد السينمائي المغربي عبد الإله الجوهري، ضمن فعالية “ليالي الفيلم المغربي” في العاصمة الأردنية عمان.
وافتتحت هذه اللقاءات المنظمة بمبادرة من مؤسسة عبد الحميد شومان، والممتدة إلى غاية يوم غد الخميس، بعرض فيلم “العبد”، الذي تم إنتاجه في العام 2022، تلاه لقاء مناقشة مع المخرج شكل فرصة لعشاق السينما الأردنيين ومحترفي الفن السابع للوقوف على التقدم الذي حققته السينما المغربية.
و”العبد” فيلم روائي طويل مدته ساعة و40 دقيقة، يتناول موضوع العلاقة بين “الحرية” و”العبودية الحديثة”، ويقدم نقدا للمجتمع المعاصر الذي ألبس العبودية أقنعة ولم يلغها في الحقيقة؛ ويستعرض تباينات عديدة للتدليل على هذه الفكرة.
ويحكي الفيلم قصة الشاب إبراهيم الذي أدى دوره الممثل الشاب سعد موفق، الذي يمتلك طموحا واحدا في الحياة، وهو أن يكون عبدا في خدمة سيد من الأسياد، ويسافر إلى إحدى القرى، “بحثا عن شخص ثري يمكنه شراؤه عبدا”.
وأوضح المخرج أنه يستحضر، من خلال الجمع بين بساطة الحوار وعمق الموضوع، “تاريخ الواقع الإنساني المعاصر، وهو السؤال الذي يؤرقه يوميا”، لافتا إلى أن الفيلم يسعى إلى تقديم توليفة من أفكار فنية وفلسفية وتاريخية مستمدة من التجربة اليومية للإنسان بشكل عام وللإنسان المغربي بشكل خاص.
ويستحضر فيلم “العبد”، الذي حصل على العديد من الجوائز الدولية، الهرمية الاجتماعية والرأسمالية، والصراع الطبقي، والتجرد من الإنسانية، والاستعباد في العمل، وغيرها من الظواهر التي لا تقل إثارة في موضوع “العبودية الحديثة”.
وأشار الناقد السينمائي الأردني رسمي المحسنة، في تصريح صحافي، إلى أن عبد الإله الجوهري “يقدم لنا بطريقة فنية رقيقة، كعادته، موضوعا فلسفيا عميقا، وهو المكانة المهيمنة لقطاع العمل على الوجود الفردي والجماعي للأفراد وأيضا المجتمعات”.
وأضاف الناقد ذاته أن ذكر البعض أن استخدام اللغة “الدارجة” سيكون عائقا أمام افتتاح وترويج السينما المغربية على الساحة العربية “ما هو إلا ذريعة”، مشيرا إلى أن الفن السينمائي، في إيصال رسالته، يعتمد أساسا على الصورة، في حين أن “الكلمة المنطوقة” ليست سوى عنصر واحد من بين مكونات أخرى.
وسيكون الجمهور على موعد مساء اليوم الأربعاء مع الفيلم الثاني للجواهري، وهو “رجاء بنت الملاح”، الذي أنتج في العام 2016، وعلى موعد غدا الخميس مع فيلم “هلا مدريد… فيسكا برشلونة”.
وأشار المنظمون إلى أن تنظيم هذا الحدث يعكس الرغبة في المساهمة في الترويج للثقافة المغربية وخصوصياتها لدى الجمهور الأردني، وتعزيز التقارب وأواصر الصداقة والأخوة بين الشعبين والبلدين.
وتهتم مؤسسة عبد الحميد شومان، التي أنشئت عام 1978، بتطوير والترويج للإبداع الثقافي والفني والابتكار المجتمعي كوسيلة للمساهمة في تقدم المجتمعات العربية.
المصدر: هسبريس