انتقد علي بوعبيد، المدير العام لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد،مواقف ممثل الجالية اليهودية المغربية، جاكي كادوش، واصفًا إياها بـ »الصمت المتواطئ » إزاء الجرائم المرتكبة في غزة، معتبراً أن الاحتفاء بالتعايش الديني في المغرب لا يمكن أن يكون مبررًا للتغاضي عن المأساة الفلسطينية.
وفي مقال رأي تحت عنوان: « لعبة مزدوجة مستحيلة: حب المغرب، وصمت عن غزة »، عبّر بوعبيد عن استغرابه من اختيار كادوش الاحتفال بفضائل التعايش اليهوديالإسلامي خلال ندوة علمية نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي التابعة لحزب الحركة الشعبية، يوم الأربعاء 17 يوليوز 2025 بالعاصمة الرباط، في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني للتدمير والتجويع تحت القصف، وسط لا مبالاة دولية.
ورأى بوعبيد أن دعوة كادوش لاعتماد عطلة رسمية بمناسبة رأس السنة اليهودية تبقى مقبولة، « لو لم تكن ستارًا للصمت » أمام الجرائم الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن هذا الصمت يتعارض مع المشاعر الوطنية والتوجهات الرسمية التي عبّر عنها الملك محمد السادس، ولا سيما خطابه في قمة منظمة التعاون الإسلامي في مايو 2024، حيث وصف العدوان على غزة بأنه « إهانة للإنسانية جمعاء ».
وشدّد الكاتب على المفارقة بين تمجيد كادوش لحماية الملك الراحل محمد الخامس لليهود المغاربة، مقابل صمته « الغريب » تجاه الجرائم الجارية في غزة، متسائلًا: « كيف يمكننا أن نستفيد من قيم التسامح في المغرب، ونتجاهل انتهاكها الصارخ في فلسطين؟ ».
كما عبّر بوعبيد عن أسفه لصمت ممثلي الجالية اليهودية المغربية في إسرائيل أو خارجها، معتبرًا أن موقف كادوش لا يساهم في ترميم « الانهيار الأخلاقي » المرتبط بممارسات الاحتلال، بل يعمّق الهوة بينه وبين وجدان المغاربة.
وختم مقاله بالدعوة إلى ضرورة التنديد بسياسات الإبادة التي تنتهجها إسرائيل، مؤكدًا أن « أي تطبيع حقيقي لن يترسخ في الوعي الجماعي ما لم ينخرط اليهود المغاربة في هذا المطلب الأخلاقي إلى جانب باقي المغاربة، دفاعًا عن الكرامة الإنسانية المشتركة » .
المصدر: اليوم 24