عطلة رئيس وزراء إسبانيا في المغرب .. سانشيز يبحث عن الشغف والمغامرة
تمكنت جريدة هسبريس الإلكترونية من الحصول على تفاصيل عطلة رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسبانية، بيدرو سانشيز بالمغرب.
وتنشر هسبريس معلومات حصرية حول عطلة المسؤول الإسباني المثيرة للجدل ضمن رحلة عائلية خاصة حاولت أن تبتعد قدر الإمكان عن الإعلام. لذلك، نقدم الأماكن التي مكث بها والوجبات المغربية التي تناولها هو وعائلته والوفد المرافق له، وكذلك انطباعاتهم عن المغرب والعرض السياحي الوطني ومدى قدرة الثروة التاريخية والحضارية للمغرب على النفاذ إلى قلب زعيم الحزب العمالي الاشتراكي.
الوصول إلى مراكش
في تصريحه لجريدة هسبريس، قال حميد نوغو، مسير الوكالة التي اضطلعت بمهمة التنظيم، إنه “بعد إرسال برنامج الرحلة إلى ديوانه، اقتنع السياسي الإسباني بيدرو سانشيز بجدوى الرحلة، وأكد منذ البداية أنه يريد سفرا مليئا بالشغف والمغامرة”، موضحا أنه “وصل بمعية عائلته يوم فاتح غشت إلى مطار مراكش المنارة ووجدنا حينها في انتظاره بسياراتنا رباعية الدفع قرب الطائرة”.
وأفاد نوغو بأن “السلطات الأمنية المغربية كانت هناك، وكذلك رجال الحراسة الخاصين بسانشيز وأعضاء ديوانه الذين وصلوا قبله بيومين (يوم 31 يوليوز) لمعاينة الأجواء”، مشددا على أن “الوفد الإسباني رفيع المستوى قضى ليلتين بمراكش فقط، ولم يتجه نهائيا إلى طنجة؛ كلها إشاعات إعلامية مغرضة استفدنا منها لكي نبعد الأنظار عن الرحلة وعن استغلالها السياسوي”، مسجلا أنه “بعد المكوث بمراكش ليلتي 1 و2 غشت، اتجهنا إلى ورزازات وزار المآثر هناك، وقضى ليلة 3 غشت في فندق هادئ بالقرب من قصبة آيت بنحدو”.
وأضاف المتحدث أنه “خلال يوم 4 غشت، تم التوجه بالسيارات رباعية الدفع وعلى متنها الضيوف نحو منطقة دادس، واستمرت مناطق [المغرب غير النافع] في خطف قلب الضيوف القادمين من إسبانيا”، وزاد: “قضينا تلك الليلة هناك بفندق مصنف، وفي صباح 5 غشت ذهبنا إلى المعاضيد، تغدينا جميعا وبعدها اتجهنا نحو مخيم بمرزوكة حجزنا فيه ليلتين، وحجزنا ليلة الأحد (6 غشت) بفندق كائن بالمعاضيد تحسبا فقط، وخوفا من غضب الطبيعة المتمثل في الرياح أو الحرارة بالصحراء، لذلك قضينا فقط ليلة السبت 5 غشت بالمخيم وعدنا إلى الفندق”.
وبكثير من الفخر، أكد نوغو أن “بيدرو سانشيز غادر أمس الاثنين، وطيلة الرحلة الجوية الفاصلة بين الراشيدية والدار البيضاء لم يتوقف عن شكرنا لما بذلناه من جهود خلال تلك الفترة”، وقال خاتما: “لقد غادر سانشيز وهو يحمل تقديرا كبيرا للثقافة المغربية وتعرف على غناها وعلى قيم المغاربة وكرمهم وأنفة أمازيغ الهامش، ولا يفوتني أن أؤكد أنه طيلة بقائه معنا في الرحلة كان مغرما بالطبخ المغربي، بحيث تذوق البسطيلة وغيرها، ولم يتناول إلا ما هو مرتبط عضويا بثقافة البلد الذي رحب به: المملكة المغربية”.
ختامها صحراء
كانت جريدة هسبريس قد علمت من مصادرها أن بيدرو سانشيز زار صحراء مرزوكة، وهو ما طلبت تعليقا بخصوصه من طرف محمد أنعام، الذي تكلف بالتنظيم والتنسيق مع وكالة حميد نوغو، والذي قال إن “اختيار مرزوكة كوجهة نهائية لهذه السفرية المثمرة تم بالتعاون مع نوغو، الذي بذل جهودا كبيرة في كل الحجوزات وفي أن تكون رحلة رئيس حكومة إسبانيا في أحسن الظروف، وكانت لدي ثقة بأنه سينجح منذ قررت أن أكلفه بتنظيم هذه الرحلة العائلية، والنتيجة نعرفها جميعا الآن”.
وأضاف أنعام، ضمن حديثه لجريدة هسبريس أن “وداع رئيس حكومة تصريف الأعمال بإسبانيا الدافئ أمس الاثنين وعناقاته بالمطار كانت تعبيرا قويا على أن المهمة تمت بنجاح، وهذا بفضل مواكبة سلطات الداخلية للزيارة منذ بدئها”، لافتا إلى أن “مرزوكة كانت منذ البدء ضمن البرنامج الذي اقترحناه عليه، وأخبرناه بطبيعة درجة الحرارة، لكنه ارتاح للبرنامج الذي يتضمن مرزوكة. ووضعها ضمن البرنامج كان انتصارا لجمالية الهامش وخصُوبته وتعدد روافده، بحيث فكرنا، نوغو وأنا، بأن منطقتنا أولى بالاحتفاء لكونها قادرة على تقديم أشياء في المستوى”.
وأبرز أن “سانشيز خلال زيارته لمرزوكة زار خيام الرحل وتم تقديم شروحات له حول علاقة الترحال باستعمال النجوم، وركب الجمال ومارس مختلف الأنشطة الترفيهية كأي سائح. ولهذا، عبر مرارا في جلساتنا عن إعجابه الشديد بالعرض السياحي المغربي، وخصوصا بالصحراء؛ بحيث لم يتوقف قط طيلة اليومين عن الثناء على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال. لقد أغرم ببساطة الساكنة وهدوء الصحراء”، مشددا على أن “زيارة سانشيز لا يجب أن تخضع للمزايدات، لكونه غادر سعيدا بكل ما رآه في المغرب”.
وفيما اعتبرت الصحافة المغربية هذه الزيارة “بمثابة رسالة صداقة تجاه المغرب”، فإنها مازالت تثير جدلا في الوسط السياسي الإسباني، بحيث شددت العديد من أحزاب المعارضة، كحزب فوكس اليميني المتطرف والحزب الشعبي المعارض المحافظ، وأيضا حزب بوديموس، الشريك اليساري الأصغر في الائتلاف الاشتراكي بقيادة سانشيز، على أن “هذه الزيارة غير مقبولة في الفترة الحالية”، وأنها “استفزاز واضح”، بل و”تعبر عن حب سانشيز للمغرب أكثر من إسبانيا”، وفق تعبير حزب فوكس.
المصدر: هسبريس