يعاني إقليم زاكورة شحا حادا في الموارد المائية، خاصة في الأسابيع الأخيرة، حيث تعاني فيها مجموعة من الدواوير والجماعات عطشا لأيام، في ظل الظروف القاسية التي تتسم بالجفاف، وفاقم سوء تدبير الموارد المائية، والإهمال الذي يطال المنطقة من الوضع، خاصة مع استمرار إنتاج البطيخ الأحمر المستنزف للثروة المائية المحدودة في الإقليم.

وفي هذا السياق، أوضح سعيد صادق، مستشار جماعي بجماعة “فزواطة”، بإقليم زاكورة، أن أكثر جهة وإقليم متضرر من ندرة المياه هو إقليم زاكورة بدرعة تافيلالت، مبرزا، أن الدواوير التي يمثلها داخل الجماعة تعاني من انقطاع التزود بالماء لمدة تصل إلى 15 يوما متواصلة. وعلى الرغم من محاولات السلطات لضمان بعض الإمدادات، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت نقصا حادا وغير مسبوق، حيث تقتصر استفادة السكان من الماء على ساعات محددة يومياً، تمتد فقط من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء.

وشدد صادق، ضمن مداخلته خلال انعقاد الجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، أمس السبت، بالرباط على أن إقليم زاكورة هو الذي يحتل الصدارة في إنتاج البطيخ الأحمر في المملكة، ويوجه كذلك للتصدير نحو الخارج، وذلك مع وجود الضيعات النموذجية التي تستنزف المياه بشدة، إنتاجات ضخمة لا تتوافق والوضعية السائدة، في ظل الجفاف الذي تعرفه المنطقة، رغم عمليات التقنين من طرف السلطات. في حين هناك دواوير أخرى غير بعيدة، دون استفادة، ودون مياه.

وأكد الأمين الإقليمي لحزب “الجرار” بزاكورة، على ضرورة تفعيل أدوار الحكومة والسلطات والأحزاب، في توعية الساكنة المحلية، ودعوتها إلى الاعتماد على الزراعات البديلة الملائمة وطبيعة المنطقة الواحية، وتشجيع الفلاحين ودعمهم لزراعة النخيل، إذ لا يستهلك هذا الأخير المياه، بل يقاوم الجفاف والحرارة السائدة في زاكورة. على عكس البطيخ الذي يستهلك في ظرف شهرين فقط ثروة مائية مهمة.

وأشار صادق إلى أن تواجد الطاقات الشمسية بالمنطقة أمر جيد ومهم، إلا أنها تضر بالساكنة المحلية في هذه الظروف الحالية التي تتميز بشح المياه. كما أشار كذلك إلى معاناة الفلاحين مع الجفاف، حيث خسر هو الآخر ضيعته بسبب الوضع الحالي، الأمر الذي جعل من الجفاف تهديدا للفلاحين المحليين أصحاب الضيعات الصغيرة.

ودعا المستشار الجماعي إلى إعادة النظر في مسألة العدالة المجالية، خاصة بالنسبة لجهة درعة تافيلالت، التي تنتمي كما قال إلى “المغرب العميق”، والمنسي، مقارنة بالضوء المسلط بشدة على المغرب النافع من المملكة. وذلك في محاولة منه إلى لفت النظر نحو جهة “درعة تافيلالت”، التي تملك أطرا وكفاءات وموارد بشرية، تحتاج عناية كبيرة، مؤكدا أن الجفاف هو سبب هجرة أكثر من 90% من الشباب في المنطقة.

وفي محاولة منه للفت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة المشاركة في فعاليات الجامعة الصيفية، إلى الإهمال والتهميش الذي تعانيه جماعات ودواوير أخري بالإقليم، أشار إلى زيارة قام بها أحد المسؤولين إلى ضيعات نموذجية للبطيخ الأحمر، غير بعيد عن دواوير منسية، مشيرا إلى أن زاكورة الحقيقية هي واحات كتاوة، فزواطة والمحاميد، التي تعتبر من أكبر الواحات المنتجة للتمور.

وجدير بالذكر أن إقليم زاكورة قد عرف إنشاء سد “أكدز” سنة 2023، لتزويد المنطقة بالماء الشروب، وسد العجز المائي، وتعزيز الديناميكية الاقتصادية من خلال تطوير قطاعات السياحة والفلاحة والطاقة الكهرومائية، وتكمن أهمية هذا السد الحيوية في إنعاشه لمجموعة من واحات المنطقة، ودوره في تعزيز الأنشطة الفلاحية. وتستفيد المراكز التابعة لزاكورة بفضل محطة معالجة المياه التي أطلقها المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي20202027.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.