شعارات قوية شهدتها العاصمة الرباط، اليوم الأحد، تندّد بتجويع إسرائيل فلسطينيّي غزة بدعم أمريكي وأوروبي غربي خاصة، وبمخططات تهجير الفلسطينيين من الأراضي المحتلة، وتطالب بإسقاط التطبيع و”خذلان الأنظمة العربية والمسلمة”، وتؤكّد على دعم المغاربة القضية الفلسطينية.
المسيرة التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع شهدت مشاركة واسعة بتمثيليات وطنية ومحلية من نساء ورجال وشباب وقيادات سياسية ومدافعة عن حقوق الإنسان “من أجل حق الفلسطينيين في الحياة”، و”تنديدا بجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني، أمام صمت وتواطؤ المنتظم الدولي”.
حسناء قطني، نائبة منسقة مجموعة “مغربيات ضد التطبيع”، قالت إن المغربيات يخرجن اليوم “ضد سياسة التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني”، الذي “لم تكفه الإبادة الجماعية، وهو الآن يجوّع ساكنة غزة بأطفالها ونسائها ورضّعها وشيوخها”.
وأضافت قطني في تصريح لهسبريس: “جئنا اليوم كنساء مغربيات ضد التطبيع لنتضامن مع البطون الفارغة للشعب الغزاوي، ولنتضامن مع الجوعى من الأطفال والرضع والشيوخ، ولنتضامن بأعلى صوتنا رفضا لسياسة التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني، الممعن في التنكيل بالشعب الفلسطيني، وخاصة فلسطينيي غزة، ولنضم صوتنا لصوت أحرار العالم، ونقول للكيان الصهيوني إن ظنه سيخيب، وإن الغزاويات والغزاويين صامدون في أرضهم أرض فلسطين، والمغرب بنسائه ورجاله يرفض هذه الممارسات اللاإنسانية ويحمّل المسؤولية أولا للمنتظم الدولي ولأنظمتنا العربية المطبعة للأسف الشديد”.
عبد الحميد أمين، القيادي في جبهة مناهضة التطبيع الداعية للمسيرة، قال بدوره لهسبريس إن هذه “المسيرة الشعبية تواصل دعمنا للشعب الفلسطيني، الذي هو في حاجة لدعمنا في المغرب، وكافة شعوب المنطقة العربية والإسلامية، وكافة شعوب العالم”؛ لأنه “يعاني معاناة التقتيل والتجويع والتدمير وكافة أشكال الاضطهاد على يد الكيان الصهيوني”، و”في الوقت نفسه نجد إدانتنا لصمت وتواطؤ الأنظمة العربية، بل أحيانا تحالفها مع الكيان الصهيوني والإمبريالية الأمريكية”.
وتابع القيادي اليساري: “ندين عدوانية الكيان الصهيوني، والإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب ومشعلة الحروب”، ثم أردف: “نقول لا للتطبيع مع الكيان الصهيوني لأنه في الحقيقة دعم له، ولا نقبل أن الشعب المغربي الممارس لحقه في التضامن مع فلسطين، يجد مسؤوليه مطبعين مع الكيان”، ثم شدّد على أن الحقّ لا يسقط بالتقادم، و”للشعب الفلسطيني حق إقامة دولته على كامل التراب الفلسطيني”.
محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، سجّل في تصريحه لهسبريس تعبير “الشعب المغربي في هذه المسيرة المليونية عن وقوفه ضد التجويع الممنهج لشعب غزة، الذي يسكت عليه العالم العربي والإسلامي”، وردّد “عار وعار على العالم الذي يدعي التحضر أن يقف متفرجا على التجويع والإبادة”.
وحيّى القيادي الإسلامي “المقاومة التي نتضامن معها بشكل مطلق، ونقول لرجالها الأشاوس إن الشعب المغربي معكم وإن أحرار العالم معكم ونشيد بمواقفكم البطولية وعملياتكم التي سترغم الكيان المجرم على الانسحاب من غزة، ورسالتنا إلى السلطات المغربية هي: إسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فمن العار الاستمرار في العلاقات مع الكيان المجرم بعد كل هذه الشهور من إبادة الشعب الفلسطيني، وسياسة التجويع الحالية”، كما نادى الهيئات المدنية للانتباه إلى “كل أشكال التطبيع الجديدة ومحاولة الاختراق للشعب المغربي التربوي والتعليمي والسياسي والزراعي والأمني”، قبل أن يختم تصريحه بالقول: “نحتاج هبّة قوية لجميع الشعوب العربية والإسلامية والعالم”.
جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، قال إن المحتجّين يستجيبون “للتحرك العالمي ضد تجويع قطاع غزة، ويستجيبون للقيم الأصيلة والمبادئ الإنسانية، ويستجيبون للضمير والنداء الإنساني، ويتضامنون بشكل غير مشروط ودائم مع الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل ما يعانيه من حصار وتقتيل وحرب إبادة وتجويع وتعطيش وتدمير”.
وأضاف القيادي اليساري في تصريح لهسبريس: “اليوم، العالم كله يشاهد واحدة من أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية، ومن أكثر الجرائم وحشية في العصر الحديث، بمباركة ومشاركة فعلية من الكيان الإمبريالي، ومن الكيانات الاستعمارية، وبتواطؤ واضح من الأنظمة العربية، وكأن هذا الكيان ينتقم من هذا الشعب لأنه رفض المخطط القاضي بتهجيره من أرضه وبلدانه، وهم ينفذون التهجير إلى الموت بقتل الأطفال، فهم يقتلون يوميا 30 طفلا وفق الأونروا منذ 651 يوما من الحرب تحت أنظار الأنظمة العربية”.
وختم الأمين العام للحزب الممثل بالبرلمان تصريحه بنداء إلى السلطات المغربية: “ألم يحن الوقت لقطع الاتصالات وإسقاط المعاهدات مع الكيان، وسماع صوت الشعب المغربي الذي لم يكفّ لحظة عن القول: فلسطين أمانة والتطبيع خيانة؟”.
المصدر: هسبريس