عسكر الجزائر يقود حربا على الوعي الجمعي المغاربي
علق الأستاذ الجامعي بجامعة القاضي عياض بمراكش، محمد بنطلحة الدكالي، على خطاب الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي ألقاه من مقر وزارة الدفاع الوطني، بالقول إن تبون يقوم بـ”حرب على الوعي الجمعي المغاربي”، وأن المراد من خطابه “غير معلن”.
والخرجة موضوع الجدل مرة أخرى لتبون، كانت مناسبة “اليوم الوطني للذاكرة” بالجزائر، الذي يصادف 08 ماي من كل سنة، لإحياء الذاكرة الوطنية الجزائرية والتاريخية، وتخليدا لمجازر 8 ماي 1945، والذي جرى إقراره سنة 2020، مناسبة وطنية من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نفسه.
وصرح الرئيس الجزائري فيها بأن “الجزائر دولة مسالمة وتحترم كل الدول ولن تكون تابعة لأي قوى دولية كما أنها سيدة قراراتها”، وأن علاقات الجزائر مع محيطها الإقليمي والدولي “طيبة”، وأن بلاده “لا تحب الحرب ولن تدخلها”.
كلان بلا حياء ولا خجل
بنطلحة، في تعليقه على هذه التصريحات، قال إن الرئيس الجزائر تحدث “بدون حياء أوخجل”، معتبرا هذا النوع من الخطابات “بمثابة حرب على الوعي الجمعي المغاربي المراد منه أهداف أخرى غير معلنة”.
وأضاف الأكاديمي، في مقال له، أن “النظام العسكري الجزائري يدعي تلك الأسطوانة المشروخة، من كونه لا يريد الإساءة للمغرب، فحري بنا أن نذكره أن العقيدة الايديولوجية الثابثة لحكام الجزائر هي العداء الشديد للمملكة المغربية والبحث عن كل الوسائل لزعزعة استقرار المغرب”.
وزاد أن “العسكر الجزائري هو الذي أنشأ عصابة البوليساريو ومولها بالعتاد والسلاح وشراء الذمم والأصوات من قوت الشعب الجزائري الشقيق المغلوب على أمره، وبعد فشله في مسعاه مع هاته الشردمة الانفصالية وانجلاء شمس الحقيقة واصطفاف المشروعية الدولية إلى جانب المملكة المغربية الشريفة، ها هو يقوم حاليا بجمع شتات بعض الدمى وأغلبهم تجار مخدرات وأصحاب سجلات عدلية وفارين من العدالة من أجل تأسيس “حزب” يطمح إلى انفصال منطقة الريف كما يتوهمون”.
قتل الوعي الجماعي
واسترسل الجامعي المذكور أن “احترام دول الجوار يكمن في احترام سيادتها، وهذا ينطبق على المملكة المغربية وعلى كل دول الجوار دون أن ندخل في تفاصيل مايقع في شمال دولة موريتانيا الشقيقة والحدود مع مالي والنيجر وليبيا.. والقائمة طويلة”.
وتابع القول، بأن “العسكر قتل الخيال الجماعي والإبداع الإنساني في مختلف تجلياته، وأن هناك خوف وقلق ورهبة تسود المجتمع الجزائري، جراء قمع الرأي والتعبير”.
وقال بنطلحة أيضا إن “هناك محاولات لتعريض الوعي للتزييف، خاصة في زمننا المعاصر من أجل السيطرة على الوعي الجمعي في سبيل إنتاج وعي مزيف تدعمه بقوة آلة إعلامية رهيبة ووسائل التواصل الاجتماعي ومحترفي الإشاعة، بهدف تزييف الواقع حتى تصل الشعوب إلى حالة من التشكيك التي يمكن أن تهدد التماسك الاجتماعي”.
المصدر: العمق المغربي