عروض الفنادق والمطاعم تتنافس على الاستفادة من “الاستهلاك الرمضاني”
الثلاثاء 12 مارس 2024 09:00
بحلول شهر رمضان، تتناسل إعلانات المطاعم والفنادق والمنتجات السياحية بالمغرب من أجل جذب الأسر والمواطنين المغربية، خاصة من ذوي الدخل المرتفع، من خلال عروض رمضانية حصرية تختلف أسعارها باختلاف طبيعة وجودة الخدمات المقدمة، إذ تراهن هذه الوحدات على تغير العادات الاستهلاكية للمواطن من أجل إنعاش نشاطها الاقتصادي وتكييف خدماتها مع خصوصيات هذا الشهر.
في هذا الصدد، أوضح مصدر مهني من الكونفدرالية الوطنية للسياحة لهسبريس أن “هذه العروض مرتبطة بتغير العادات الاستهلاكية للمواطنين المغاربة، إذ بات العديد منهم يُفضّل السفر خلال هذا الشهر الفضيل إلى مدن مغربية أخرى. كما أن القاطنين منهم داخل المدن باتوا يُفضلون بدورهم تناول وجبات الإفطار أو العشاء خارج منازلهم في الفنادق والمطاعم مع أسرهم وأصدقائهم لكسر الروتين اليومي، قس على ذلك الشركات التي تنظم إفطارات جماعية لفائدة موظفيها والتي تستفيد بدورها من هذه العروض”.
وأضاف المصدر المهني ذاته أن “كل هذه التغيرات التي طالت النمط الحياتي للمواطن المغربي خلال هذا الشهر تُنعش نشاط الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية، خاصة في بعض مناطق الجذب السياحي”، مشيرا إلى أن “هذه الوحدات بدورها تتنافس فيما بينها وتُبدع لتوفير أفضل العروض لفائدة الأسر والمواطنين؛ وبالتالي جذب أكبر عدد منهم، دون إغفال أن الأجانب بدورهم يقبلون على هذه العروض رغبة منهم في استكشاف الأجواء الرمضانية في المغرب”.
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال الزبير بوحوت، فاعل وخبير سياحي، إن “العروض الرمضانية التي تقدمها الوحدات الفندقية والمطعمية والسياحية تعرف إقبالا كبيرا من نسبة مهمة من الأسر المغربية الميسورة الحال، خاصة في المدن السياحية الكبرة؛ كمدينة مراكش على سبيل المثال”، موضحا أن “الأسر الفقيرة لا تقبل على هذه العروض؛ بالنظر إلى ظروفها المعيشية ووضعيتها الاجتماعية والاقتصادية”.
وأضاف بوحوت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية في المغرب تحاول بدورها تكييف عروضها مع خصوصيات شهر رمضان ومسايرة التحول في النمط الاستهلاكي للمغاربة؛ غير أن العروض الحالية يجب أن تتطور أكثر بما يتماشى مع الخصوصيات الروحية لهذا الشهر، على غرار بعض التجارب المقارنة”.
في هذا الصدد، لفت الخبير السياحي ذاته الانتباه إلى أن “المطلوب هو تطوير هذه العروض وإدماجها في السياحة الروحية وعدم اقتصارها فقط على وجبات الإفطار أو السحور؛ بل أن تشمل أيضا زيارات إلى المساجد والمزارات الروحية، وتنظيم ليال صوفية في مدينة فاس على سبيل المثال بالنظر إلى مكانتها على هذا المستوى”، مشددا على أن “ذلك من شأنه تطوير طبيعة الخدمات التي تقدمها هذه الوحدات ليشمل أيضا المبيت؛ وبالتالي إنعاش نشاطها ونشاط وكالات الأسفار كذلك، والنشاط السياحي ككل على اعتبار أنه يتراجع نسبيا خلال هذا الشهر”.
المصدر: هسبريس