عدد السياح الألمان بالمغرب يتراجع بـ%32.. وخبير سياحي يكشف الأسباب
شهد القطاع السياحي السنة الماضية قفزة نوعية، إذ بلغ عدد الوافدين 14,5 مليون سائح، بزيادة قدرها 34 في المائة مقارنة بسنة 2022، لكن من حيث الأسواق فقد أظهرت الأرقام نتائج متباينة، إذ تم تسجيل تراجع في عدد السياح الوافدين من بعض الأسواق الكلاسيكية، وعلى رأسهم ألمانيا، حيث تراجع عدد السياح القادمين من ألمانيا بنسبة 32٪ خلال السنة الماضية.
وحسب ما أوضحته جريدة “ليكونوميست” الناطقة بالفرنسية في مقال لها، فإن التراجع المسجل شمل أسواق أخرى وعلى رأسها، هولندا (20٪) وبلجيكا (17٪) وإيطاليا (5٪) والولايات المتحدة (5٪) أو حتى الصين (62٪)، بالمقارنة مع سنة 2019، التي تعد السنة المرجعية.
في المقابل، حقق سجل عدد الوافدين من المملكة الإسبانية زيادة كبيرة بلغت 48٪، فيما زاد عدد السياح البريطانيين بنسبة 23٪، وبخصوص السوق الفرنسية تم تسجيل نوع من الركود.
وللحديث عن أهم الأسباب الكامنة وراء تراجع إقبال السياح الألمان على السوق المغربية، أكد الزوبير بوحوت، الخبير والمتخصص في القطاع السياحي، أن التراجع لا يشمل فقد انخفاض عدد الوافدين بنسبة تصل إلى 32 بالمئة خلال الفترة الممتدة من 2019 إلى 2023 بل تشمل أيضا، تراجع ليالي المبيت بأزيد من 50 بالمئة.
واعتبر المتحدث في تصريح لـ”العمق” أن عدد ليالي المبيت المتعلقة بالسياح الألمان تراجعت من مليون و746 ألف ليلة سياحية سنة 2019، إلى 864 ألف سنة 2023 وهو يفوق النصف، مؤكدا أن السوق الألمانية كانت تسير في خط تصاعدي مستمر منذ سنة 2013 إلى غاية 2019، حيث سجل ارتفاع بنسبة تصل إلى 74 بالمئة خلال الفترة المذكورة.
وتابع: “إذا ما تم مقارنة الرقم المسجل ما بين 2013 و2019 نلاحظ أنه يفوق بكثير الأرقام المسجلة في باقي الأسواق العالمية، حيث ارتفع عدد الوافدين الفرنسيين بنسبة 12 بالمئة، والاسبانيين بنسبة 29 بالمئة، والبريطانيين بنسبة 37 بالمئة، والإيطاليين بنسبة 50 والهولنديين بنسبة 14 بالمئة، وهو ما يؤكد أهمية السوق الألمانية قبل جائحة فيروس كورونا”.
وحول أسباب هذا الانخفاض الكبير، أكد بوحوت، أن غلق الحدود خلال فترة الجائحة في شهر أكتوبر بعد أن تم فتحها بشكل نسبي، كان وراء هذا التراجع خاصة وأن قرار الإغلاق شمل فقط بعض البلدان وعلى رأسهم ألمانيا، ما أدى إلى تضرر المنعشين السياحيين الألمان وموزعي الأسفار، واضطرارهم للبحث عن أسواق بديلة، خاصة وأن هذه الفئة تمتلك طائرات وفنادق خاصة بها ما جعل الخسارة أكبر.
واعتبر المتحدث أن العودة بنفس الوتيرة في وقت وجيز يعد أمرا صعبا، مشددا على أن ارتفاع عدد السياح الألمان الوافدين بشكل تدريجي إذ بلغ عدد ليالي المبيت سنة 2023 حوالي 846 ألف ليلة، فيما لم تتجاوز سنة 2022 حوالي 428 ألف ليلية وهو ما يؤكد التحسن المستمر المسجل على مستوى هذا السوق.
وشدد الخبير السياحي، أن العودة لتحقيق الأرقام المسجلة سنة 2019، يمكن تحقيقه في أفق سنة 2025، إلا إذا تم الاعتماد على استراتيجية قوية من أجل التسويق للسياحة المغربية داخل السوق الألمانية عن طريق استغلال التظاهرات الكبرى، كالمعرض السياحي الضخم المرتقب تنظيمه شهر مارس المقبل بألمانيا، وبالتالي الحضور المغربي القوي يمكن أن يساهم في زيادة الرفع من عدد الوافدين.
وأشار إلى وجوب توفير خطوط نقل مباشرة، بين ألمانيا ومختلف المدن المفضلة لدى السياح الألمان وعلى رأسهم مدينة أكادير والصويرة، خاصة وأن السياح الألمان يفضلون المناطق الشاطئية، وهو ما سيساعد على تسجيل نفس الأرقام المسجلة قبل الجائحة.
وبالعودة إلى ما أكدته صحيفة “ليكونوميست”، فإن عدد السياح الألمان يفضلون بعض الوجهات الأخرى وعلى رأسها إسبانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى اليونان وكرواتيا وتركيا والبرتغال وغيرها.
وحسب المصدر ذاته، فإن المدن المغربية الأكثر تضررا من انخفاض عدد السياح الألمان، هي أكادير والصويرة، والداخلة ومراكش، خاصة وأن الألمان يفضلون بشكل خاص المنتجعات الشاطئية.
المصدر: العمق المغربي