حقق الطفل المغربي آدم غيادي، البالغ من العمر 12 سنة، إنجازا لافتا بفوزه بالمركز الثاني في فئة البرمجة، ضمن فعاليات الأولمبياد الدولي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، التي احتضنتها مدينة برشلونة الإسبانية، بمشاركة 980 متنافسا يمثلون 36 دولة.

ويعد آدم وجها واعدا في مجال البرمجة، وموهبة ناشئة تطمح إلى توظيف التكنولوجيا في خدمة التنمية، لاسيما في معالجة إشكاليات الماء والجفاف، من خلال حلول رقمية مبتكرة.

وفي تصريح لجريدة “العمق”، عبّر آدم عن شغفه المبكر بعالم الحاسوب، منذ سنواته الأولى بالإعدادي في مؤسسة “شارل دو فوكو”، وهو الشغف الذي دفع والده إلى تسجيله بمركز CMRIA المتخصص في التكوينات الرقمية، حيث تعرّف على أساسيات البرمجة وبدأ تعلم لغات متعددة، من بينها Python وHTML، إلى جانب مبادئ الذكاء الاصطناعي.

وأوضح آدم أنه شارك في المسابقة الدولية عن بُعد، حيث حصل على الميدالية البرونزية، ما أهله للمشاركة في الاختبار النهائي الذي جرى حضوريا في برشلونة، وتوج فيه بالمركز الثاني عالميا في فئة البرمجة.

وأكد الطفل المتوج أن البرمجة تمثل أداة قوية يمكن تسخيرها لإيجاد حلول تقنية لمجالات متعددة، من بينها الزراعة وتدبير المياه، مشيرا إلى أن لديه رغبة كبيرة في تطوير مشاريع ذات طابع بيئي في المستقبل.

من جهته، أوضح ربيع رياضي، والد آدم، أن موهبة ابنه ظهرت منذ ثلاث سنوات، عندما لاحظ محاولاته استخدام الحاسوب بشكل متكرر، ما دفعه إلى شراء حاسوب خاص له، ثم تسجيله بمركز متخصص لتطوير مهاراته.

وأكد الوالد أن المركز، إلى جانب أساتذته، كان له دور كبير في صقل موهبة ابنه، ودعم تطوره السريع في مجال البرمجة، مشيرا إلى أن آدم كان الطفل المغربي الوحيد الذي مثّل المملكة في هذه المسابقة الدولية، في غياب أي دعم رسمي أو مواكبة من الجهات المختصة، على عكس باقي الدول المشاركة التي وفّرت الدعم لأطفالها.

وفي هذا السياق، وجّه ربيع رياضي نداء إلى الدولة والمؤسسات المعنية، من أجل رعاية المواهب الصغيرة في المجالات التكنولوجية والرقمية، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، مشددا على أن المغرب يزخر بكفاءات ناشئة تحتاج فقط إلى التشجيع والاحتضان لتألق دولي أكبر.

وفي ختام حديثه، عبّر الأب عن فخره بإنجاز ابنه، وتمنياته بأن يواصل مسيرته في مجال البرمجة والذكاء الاصطناعي، وأن يساهم مستقبلا في ابتكار حلول تقنية لمعضلة ندرة المياه بالمغرب، من خلال تسخير التكنولوجيا في خدمة قضايا التنمية المستدامة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.