عبد الواحد الراضي.. وفاة وسيط الحسن الثاني مع الاتحاد الاشتراكي اليوم 24
بوفاة عبد الواحد الراضي القيادي الاتحادي، يفقد المغرب رجلا عاش معظم التحولات الكبرى والأحداث السياسية البارزة التي عشاها المغرب منذ الاستقلال إلى اليوم. فهو أقدم برلماني مغربي عمر في المؤسسة التشريعية لحوالي 60 عاما منذ 1963، اول انتخابات أجريت في المغرب في ظل أول دستور مغربي وضع سنة 1962.
كان حينها أصغر برلماني، باسم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومنذ ذلك الحين شارك في مختلف الاستحقاقات الانتخابية المتعاقبة، وتولى عدة مناصب سياسية، وتحول إلى وسيط بين القصر وحزبه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. يروي الراضي أن الحسن الثاني طلب منه مرة أن يزوره في قصر الصخيرات، بل طلب منه أن يداوم على زيارته مرة كل أسبوعين، فوافق وحين استشار عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول للحزب حينها، وافق على الأمر ولم ير فيه أي مشكلة، لأن الحزب كان يبحث عن قنوات للتواصل مع القصر. ونفس الأمر استمر في عهد عبد الرحمان اليوسفي، الذي وافق على أن يستمر الراضي في لعب هذا الدور. كان الحسن الثاني ينقل إلى الراضي غضبه أحيانا من بيانات الاتحاد الاشتراكي، وخاصة تلك التي تدعوا إلى الملكية البرلمانية، ومرة قال له “هل تعتقدون أنكم تخوفونني؟ ودعاه إلى نقل رسالة لقادة الحزب بأن القصر مستعد للتعاون والعمل المشترك معهم ولكن إذا لم يرغبوا في ذلك فإنه سيواجههم.
ربما ساعدت شخصية الراضي في لعب هذا الدور، فهو ذو طبع هادئ، وبعيد عن السجال السياسي، ويميل إلى التوافق وليس الصدام، ولم يسع يوما إلى تشكيل تيار داخل حزبه، فهو دائما شخصية تميل إلى التوافقات. وحين وقعت أزمة داخل حزب الاتحاد الاشتراكي بعد انتخابات 2007، وجد الحزب في الراضي ملاذا للإنقاذ.
فبعد تشكيل حكومة عباس الفاسي انزعج أعضاء المكتب السياسي من طريقة تدبير محمد اليازغي الكاتب الأول لمفاوضات تشكيل الحكومة والأسماء الاتحادية التي اقترحها للاستوزار، فتحالف معظم الأعضاء للضغط على اليازغي لتقديم استقالته من منصب الكاتب الأول، فتم انتخاب عبد الواحد الراضي كاتبا أولا خلفا له في المؤتمر الثامن سنة 2008.
وكان حينها الراضي يشغل منصب رئيس مجلس النواب في برلمان 2007، ثم عينه الملك في 2010 وزيرا للعدل. وقد استمر كاتبا أولا إلى سنة 2012، حيث اختار في هذه السنة التواري إلى الخلف مبتعدا عن التجاذبات السياسية داخل الحزب.
وحسب مصادر من الحزب فإن الراضي أصيب في الأيام الأخيرة بوعكة صحية دخل إثرها إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط قبل أن ينقل إلى فرنسا لتلقي العلاج حيث وافته المنية رحمه الله.
المصدر: اليوم 24