اخبار المغرب

عبد النبي صبري: الجزائر تنفس عن أزماتها الداخلية بطرد نائب القنصل المغربي

اعتبر أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد النبي صبري، أن طرد الجزائر لنائب القنصل العام المغربي بمدينة وهران محمد السفياني، محاولة للتنفيس عن “كرب الداخل، بعدما حاصرتها النكسات من كل جانب”، و”عندما أدركت أن المغرب ماض في تحقيق نجاحات و انتصارات”.

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، في بلاغ أمس الخميس، أن السفياني “شخص غير مرغوب فيه”، وأمهلته 48 ساعة لمغادرة التراب الجزائري، وذلك بسبب “تصرفات مشبوهة تتنافى مع طبيعة ممارسة مهامه”، بحسب زعمها.

هذا البيان، بحسب عبد النبي صبري، “غاب عنه البيان”، مبرزا هشاشة وضعف صياغته ولغته، قائلا: “ولأن البينة على من ادعى كما يقال، فالادعاء بأن القرار المتخذ جاء بسبب تصرفات مشبوهة، يثير العديد من الأسئلة: فما هي هذه التصرفات وما نوعها؟ وكيف ومتى حصلت؟ وأين كانت الجزائر عندما سمحت بحصولها؟ وهل الدبلوماسي انتهك القانون الجزائري؟ وأي قانون انتهك؟”.

واعتبر الأستاذ الجامعي أن كل التهم التي كالها البيان لنائب القنصل تبدو “باطلة من الأساس ما دام أنها لا سند لها، والبيان غارق في العموميات”، فإذا أقدم دبلوماسي، “على التدخل في الشؤون الداخلية للدولة في واضحة النهار، جاز للدولة أن تقوم بإعلانه بأنه شخص غير مرغوب فيه، وبرز الأسباب مع دقة الصياغة”.

وأشار إلى أن المتتبع للعلاقات المغربية الجزائرية والقارئ لما يكتب حولها بانتظام، “يدرك أنه كلما كنا على مقربة من منتصف أبريل من كل سنة تقريبا، حيث إحاطة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بآخر التطورات والمستجدات حول قضية الصحراء المغربية، إلا أقدمت الجزائر على تصرفات من هذا القبيل”.

واسترسل “تارة من أجل دغدغة العواطف والقيام بكل ما من شأنه أن ينفس عن كرب الداخل، حيث أن النكسات حاصرتها من كل جانب، وتارة عندما تدرك أن المغرب يحقق نجاحات أو انتصارات أو يحقق مكتسبات سواء خصوصا على الصعيد الإفريقي”.

ولفت إلى الجزائر عندما أعلنت عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية قبل سنوات، وأكدت بعدها في بيان، أن “المغرب اقترف أعمالا عدائية، عجزت عن تبرير ولو جزء من هذه الأعمال العدائية، رغم أن الخطاب الملكي في ذكرى ثورة الملك والشعب حينها، أكد للجزائريين أن الشر والعار لن يأتيكم أبدا من المغرب”.

وعندما استرجع المغرب عقاراته في الرباط، “وصفت الجزائر الأمر بغير المقبول، على الرغم من أنه شأن سيادي وعمل مقبول، يقول أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس عبد النبي صبري.

وخلص الخبير في العلاقات الدولية إلى أنه كان من الممكن حل هذه النزاعات المفتعلة بالطرق السلمية والحوار، مراعاة لحسن الجوار وآصرة الصداقة الأخوة التي تجمع الشعبين، بدل اللجوء إلى أساليب التصعيد في الخطاب والممارسة التي تنهجها الجارة الشرقية للمغرب.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *