ظهور “درونات انتحارية” لأول مرة في الصحراء المغربية يفزع جبهة الانفصاليين
على رمال الصحراء المغربية، ظهرت لأول مرة، الطائرة المسيرة الانتحارية “SpyX” التي أنتجها شركة “Blue Bird Aero System” الإسرائيلية، حسب ما أوردته الشركة ذاتها في منشور لها على موقعها الإلكتروني، أمس الاثنين.
ويصل المدى التشغيلي لهذه المسيرة لأكثر من 50 كيلومترا بمدة تحليق تناهز الساعة ونصف الساعة؛ وهو ما يضمن استمرار مراقبة وتتبع الأهداف العسكرية، إضافة إلى قدرتها على حمل رؤوس حربية بأوزان مختلفة، وهو ما يمكنها من استهداف المدرعات العسكرية والدبابات.
كما تبلغ السرعة القصوى للدرون الانتحاري “SpyX” 250 كيلومترا في الساعة، مع تزويده بمستشعرات مزدوجة ومتقدمة، لزيادة قدرته على الكشف عن الأهداف العسكرية وضربها بدقة عالية، إذ لا يتجاوز هامش الخطأ في ضرباته مترا واحدا.
ويأتي ظهور هذا السلاح الجديد لدى القوات المسلحة الملكية، في وقت يستمر فيه التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب، التي أعلن شاي كوهين، مدير مكتب اتصالها في الرباط، قبل أسبوع، أن “شركة Elbit Systems الإسرائيلية المتخصصة في أنظمة الدفاع تعتزم فتح فرعين لها بالمملكة المغربية”، مشيرا إلى أن “أحد هذين الفرعين سيتم افتتاحاته بمدينة الدار البيضاء”، دون أن يضيف أية تفاصيل أخرى.
تحول نوعي
إحسان الحافيظي، باحث في الشؤون الأمنية، قال إن “ظهور هذه النوعية من الأسلحة في تدريبات الأسد الإفريقي التي احتضنتها المملكة يعكس تحولا نوعيا جديدا في التفوق العسكري الجوي للقوات المغربية، كما يعزز من مكانة القوات المسلحة الملكية كشريك أساسي في مواجهة التهديدات الأمنية بالمنطقة”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “التفوق العسكري المغربي في المنطقة بات واقعا لا يمكن إنكاره، خاصة بعد الصفقات التي أبرمتها الرباط مع كبريات الشركات العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا”.
وتابع الحافيظي بأن “الاستغاثة الأخيرة من الجزائر لحليفها الروسي وإبرام صفقات مع موسكو خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الجزائري إلى روسيا هو اعتراف ضمني بالتفوق العسكري للمغرب في المنطقة”؛ وهو المعطى ذاته الذي “بات يزعج عددا من الدول الأوربية على رأسها إسبانيا”، أضاف المتحدث عينه، بسبب “الأسلحة النوعية التي حصل عليها المغرب في الآونة الأخيرة، بفضل استراتيجية تنويع الشركاء العسكريين الذي انتهجها، إضافة إلى توجهه نحو التصنيع العسكري المحلي”.
رسالة واضحة
وحول الدلالات التي يحملها ظهور هذا النوع من الأسلحة في الصحراء المغربية، قال محمد الطيار، خبير أمني، إنه “بالنظر إلى القدرات التكتيكية لهذه الطائرة، فإن ظهورها على أراضي المملكة يحمل في طياته رسائل واضحة إلى عدد من الأطراف التي تحاول استهداف مصالح المغرب”.
أولى هذه الرسائل موجهة بالأساس إلى “ميليشيات البوليساريو التي أعلنت في عديد من المناسبات عزمها ضرب العمق المغربي والقيام بأعمال تخريبية بالأقاليم الجنوبية للمغرب”، أضاف الطيار، وفي ذلك أيضا “رسالة إلى الجماعات الإرهابية في الساحل خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، الذي سبق وأعلن في بيان له سنة 2016، على عزمه استهداف عناصر المينورسو في الصحراء المغربية”.
وتعليقا على إعلان رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي سالف الذكر، أورد المتحدث عينه، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه “تأكيد على عمق الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الرباط وتل أبيب على جميع الأصعدة، خاصة في مجال التعاون العسكري، وانخراط في مساعي المغرب لبناء صناعة سكرية جد متطورة على المستوى المحلي”.
وخلص الطيار إلى أن “الظروف جد متوفرة للشركات العسكرية الأجنبية لبناء وحدات لها بالمملكة، بحكم الاستقرار الذي تتمتع به هذه الأخيرة، إضافة إلى توفر المواد الأولية التي يتطلبها هذا النوع من الصناعات”.
المصدر: هسبريس