ظاهرة الغش تنهك منتجي العسل الطبيعي.. ونحّال يفضح بعض طرق الخداع (فيديو)

باتت ظاهرة الغش في العسل تشكل عائقا كبيرا أمام النحالين في المغرب، وتضر بوضعهم الاقتصادي والاجتماعي، فمن جهة لا يستطيعون مجاراة الأسعار البخسة التي يبيع بها الغشاشون، ومن جهة أخرى تقوض ممارسات الغش الثقة التي بناها النحالون المهنيون مع المستهلك.
وعبر عدد من النحالين في تصريحات لجريدة “العمق” عن استيائهم من انتشار ظاهرة الغش في بيع العس، خصوصا البيع عبر الأنترنت، فيما كشف أحد هؤلاء النحالين أن عسل “الدغموس” هم الأكثر عرضة للغش، وذلك عبر ثلاثة طرق.
وقال رئيس تعاونية “عسل الشفاء” زكرياء البرقي، إن الغش أساء للنحالين، “لدرجة أن عددا منهم يفكرون في مغادرة المهنة لأنهم يقومون بمجهود كبير ويصرفون أموالا كثيرة، في المقابل يأتي شخص ويبيع عسلا مغشوشا بنفس على أنه طبيعي وبثمن أقل، بل أقل من ثمن الجملة حتى”.
ووصف تأثير الغش على النحالين بالخطير، لكون الظاهرة مستمرة في الانتشار، وطالب السلطات بالالتفات إلى هذا الموضوع ومحاصرة الغش في الأسواق، والتواصل مع النحالين وهيئاتهم من أجل وضع حد لهذه المعضلة.
ونبه النحال إلى أن العديد من المنتوجات تباع في الانترنت على أنها عسل طبيعي، لكنها في الواقع عسل مغشوش، مشيرا إلى أن هناك من يبيع عسلا يدعي أنه من صنف “الدغموس”، لكن “يظهر لونه غامقا يميل للسواد وشكله لزج، وهذه الخصائص لا توجد في هذا النوع من العسل أصلا”.
“أو عندما تجد بائعا يضع في إعلان، صورة لـعسل السيدر لونه أسود، مع العلم أن لون هذا النوع من العسل يكون أصفرا فاتحا”، يسترسل رئيس تعاونية “عسل الشفاء” زكرياء البرقي، في تصريحه للجريدة.
وبخصوص طرق الغش، يقول البرقي، إنها كثيرة جدا وفي كل نوع من العسل تتم بطرق مختلفة، مشيرا إلى أن العسل الأكثر عرضة للغش هو العسل من نوع “الدغموس”، ويتم ذلك بثلاثة طرق في أغلب الأحيان، الأولى تتمثل في استعمال عسل مستورد، أو مصنع يتم بيعه بثمن بخس، تضاف إليه مواد تجعله حارا لمحاكاة تلك اللسعة الخفيفة التي يتكرها أكل عسل الدغموس الطبيعي في الحلق”.
الطريقة الثانية من الغش، بحسب المتحدث، تعتمد على عرض عرض عسل “الزكوم”، وعرضه على أساس أنه عسل “الدغموس”، على الرغم من الفرق الكبير بين هذين النوعين من العسل، خصوصا في الأأسعار.
أما الطريقة الثالثة من الغشل والتحايل، يضيف النحال، فهي التي يستمعلها عدد من الأشخاص عندما يضيفون “حليب الدغموس” أو “بروبوليس الدغموس” إلى عسل آخر أقل ثمنا من عسل الدغموس، لمنحه تلك النكهة الحارة لخداع المشتري.
لكن خصائص “عسل الدغموس” الطبيعي، يقول البرقي، تتمثل في لونه البني فاتح، بالإضافة إلى كونه عسلا شديد التبلور، كونه يتبلور في ظرف شهر أو شهر ونصف، “العسل الذي يتجمد ويتبلور دليل على أنه طبيعي، أما الذي لا يتجمد فيجب أن تطرح سؤالا عن ماهيته”.
في الاتجاه ذاته ذهب نور الدين الباتولي، ممثل تعاونية شرقاوة، قائلا إنهم لاحظوا أن الغش أصبح منتشرا بكثرة في العسل، خصوصا عسل “الدغموس”، قائلا: “ننتج عسل الدغموس ونعرف طبيعته بأنه بني فاتح، لكن نجد هناك من يبيع عسلا أسود اللون مدعيا أنه عسل للدغموس”.
واستغرب النحال ذاته، في تصريح لجريدة “العمق”، من بعض العروض التي تروج على الأنترنت، بحيث تجد من يعرض للبيع ثلاثة كيلوغرامات من العسل بالإضافة إلى كيلوغرام من مادة “أملو” وهدايا أخرى، بثمن قد لا يتجاوز 500 درهم، مؤكدا أنه بالضرورة عسل مغشوش.
وأضاف المتحدث ذاته أن ظاهرة الغش أضرت كثيرا بالنحالين والتعاونيات التي تشتغل بشفافية، وأشار إلى أن بعض الأشخاص يستفسرونه عن ثمن العسل فيخبرهم بثمنه، لكنهم لا يشترون منه لأنهم وجدوا من يبيع نفس النوع بثمن أقل بكثير.
ودعا هذا النحال السلطات الوصية إلى الصرامة في مواجهة ظاهرة الغش في العسل، وذلك بأخذ عينات بشكل فجائي من بائعي العسل الطبيعي، وعرضها على المختبر للتأكد من عدم الغش فيها، ومعاقبة من ضبط وهو يغش.
المصدر: العمق المغربي