طقوس عيد الفطر تدفع مغاربة سبتة ومليلية إلى مغادرة المدينتين المحتلتين
على غرار باقي الأعياد والمناسبات الدينية، تُسجل مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان حركية غير عادية، حيث يتجه الآلاف من سكانهما إلى المغرب لقضاء عطلة العيد مع أسرهم، وهو الاختيار الذي يعكس، وفق متابعين، “لحظة انتصار للوفاء والانتماء إلى أرض الأجداد، مع مسحة من الحنين والشوق للتواصل مع الجذور والهوية الأصلية”.
وعاينت هسبريس عددا من الصور والفيديوهات التي توثّق لوقوف مغاربة الثغرين المحتلين في طوابير طويلة بمعبري “بني أنصار” و”تراخال” من أجل العبور إلى بقية المناطق المغربية المتاخمة لهما.
ومع ذلك يحرص مغاربة سبتة ومليلية على استمرار الروابط الثقافية والاجتماعية مع الإقليمين سالفي الذكر خلال هذه المناسبات، حيث يعتبر العيد، بالنسبة للكثيرين، فرصة للتواصل والتلاقي مع الأهل والأصدقاء، والابتعاد عن الروتين اليومي في المدينتين المحتلتين.
وقال إدريس الوهابي، إمام وفاعل جمعوي مقيم بسبتة، إن المعروف على مغاربة سبتة ومليلية المحتلتين حفاظهم على الروابط المغربية، مشيرا إلى أن حرصهم على الاحتفال بالأعياد الدينية في المغرب يبرز تشبثهم بانتمائهم إليه وبوطنيتهم.
وتشير المعطيات المصرّح بها إلى وجود 45 ألف مغربي بمليلية و36 ألفا بسبتة، غير أن هذه الأرقام تبقى “أقل من الواقع”، وفق ما أكده الوهابي في تصريحه لهسبريس، مشيرا إلى أن “لدى أغلب هؤلاء عائلات وبيوتا في المغرب، وهم يغادرون المدينتين تقريباً في كل عيد”.
وأضاف أن “الذين لا تسعفهم الظروف للعبور إلى المغرب يحرصون على التشبث بالهوية المغربية في احتفالاتهم، فضلا عن إظهار الإسلام في أحسن صورة داخل المدينتين، وهو ما يتجسد في كل ما هو ثقافي وتقليدي كارتداء الأزياء المغربية التقليدية خلال تأديتهم صلاة العيد بالمصلى الكبير، والدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس في صلاة العيد وجميع الخطب المنبرية”.
ونبّه الوهابي، الذي يشغل أيضا رئيس جمعية “الزاوية الشاذلية” بسبتة، إلى “مشكل الازدحام الذي يعانيه المسافرون في معبر باب سبتة، مما يضطرهم إلى الانتظار ساعات طويلة بسبب الإجراءات البطيئة لختم الجوازات والنظام المعلوماتي الذي لا يتمكن من قراءة الأسماء المتشابهة لمغاربة المدينة”.
من جانبه، قال ياسين بوعنا، مغربي مقيم بمليلية، إن نسبة كبيرة من مغاربة هذا الثغر المحتل يلجون الناظور في كل نهاية أسبوع ليعودوا مجددا ليلة الأحد بغرض العمل والدراسة.
وأضاف بوعنا، في تصريح لهسبريس، أن العطل والأعياد الدينية تبقى مناسبات لا يمكن تفويتها لعيش أجواء الفرحة وسط الأهل والأصدقاء، مشيرا إلى أنه “بالرغم من أنه لا تفصل مسافة طويلة بين المدينة المحتلة وإقليم الناظور، فإن أجواء الأعياد الدينية في الناظور لا يمكن مقارنتها بأجواء الثغر المحتل”.
المصدر: هسبريس