خرج عشرات المواطنين من دواوير منطقة إمتشيمن، التابعة لجماعة تونفيت بإقليم ميدلت، في وقفة احتجاجية حاشدة للتنديد بما وصفوه بـ”الوضع الكارثي” الذي يعيشونه، في ظل انهيار البنية التحتية الأساسية، بدءا من الطرق المهترئة التي تعزلهم عن العالم، مرورا بغياب شبه تام لشبكات الاتصال والخدمات الصحية والتعليمية.

ويأتي على رأس قائمة المطالب تعبيد الطريق الحيوية الرابطة بين تونفيت وإمتشيمن، وبين إمتشيمن وأيت أمغار، والتي تحولت إلى مسالك وعرة تضاعف من معاناة السكان اليومية، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تعيق وصولهم إلى المستشفيات والأسواق والمدارس، وتزيد من عزلة المنطقة بشكل مطبق.

ولا تقتصر المعاناة على المسالك الوعرة، بل تمتد لتشمل عزلة رقمية شبه كاملة، حيث عبر المواطنون عن سخطهم من انعدام شبكة الاتصال في عدد من الدواوير، مشيرين إلى أنهم ما زالوا محرومين من خدمة هاتفية وإنترنت مستقرة في عام 2025، وهو ما يعمق عزلتهم ويعرقل تواصلهم وقضاء مصالحهم الإدارية.

وفيما يخص القطاعين الصحي والتعليمي، لا يختلف المشهد قتامة، إذ اشتكى المحتجون من الوضع المزري للمستوصف القروي، الذي وصفوه بأنه “موجود بالاسم فقط”، في ظل غياب التجهيزات والأدوية والطاقم الطبي الكافي، مما يضطر المرضى لقطع مسافات طويلة بحثا عن أبسط الإسعافات. كما طالبت الساكنة بإلحاح بإحداث إعدادية لإنقاذ أبنائهم من شبح الهدر المدرسي المبكر، الذي تفرضه عليهم صعوبة المسالك وبعد المؤسسات التعليمية.

وفي شهادة تعكس عمق الشعور بالظلم، سلط مبارك وموجان، أحد أبناء المنطقة، في تدوينة له على موقع “فيسبوك”، الضوء على مفارقة صارخة تتمثل في عدم استفادة ساكنة إمتشيمن من مياه السد المقام على أراضيها، رغم حاجتها الماسة إليها لسقي أراضيها البورية الشاسعة. وأشار إلى أن هذا المشروع لم يجلب للمنطقة سوى مآسي فقدان شبابها غرقا، دون أن ينعكس بأي شكل إيجابي على واقعهم التنموي.

ولخص المحتجون مطالبهم في حزمة من الحقوق الأساسية التي تضمن العيش الكريم، تشمل فتح فروع إدارية لتقريب الخدمات، وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب، وتسهيل إجراءات البناء لمواجهة هشاشة المساكن القروية.

ووجه المحتجون صرختهم إلى كل المسؤولين لرفع التهميش عن المنطقة، ودعم استقرار سكانها وتشجيعهم على الاستثمار في أراضيهم، مؤكدين أن توفير بنية تحتية لائقة هو السبيل الوحيد لتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية واعدة ووقف نزيف الهجرة نحو المدن.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.