اخبار المغرب

ضغوط أجنبية وخلافات داخلية تحبط الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة

تعزو وسائل إعلام مع خبراء إسرائيليين تأخر شن الغزو البري لقطاع غزة، رغم الإعلان أنه وشيك، إلى ضغوط دولية وخلافات بين المسؤولين السياسيين والعسكريين، وإلى ملف الرهائن الحساس.

وبعد مرور أسابيع على أعنف هجوم شن داخل أراضي إسرائيل من قبل حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، يستمر الجيش الإسرائيلي في قصف عنيف لا هوادة فيه لهذه المنطقة، موقعا آلاف القتلى، وباستثناء بعض التوغلات المحدودة، لم يشن الهجوم البري المعلن.

وعنون كاتب الافتتاحية الأشهر في إسرائيل نخوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت “أزمة ثقة بين نتانياهو والجيش الإسرائيلي”، وأضاف: “تجد الحكومة صعوبة في اتخاذ قرارات يوافق عليها الجميع حول المسائل الراهنة”.

ونقل بارنيا عن مصادر حكومية وعسكرية قولها إن “نتانياهو غاضب من المسؤولين العسكريين الذين يحملهم مسؤولية ما حصل”، وما سمي في إسرائيل “إخفاق السابع من أكتوبر”.

وتجمع الآراء في أوساط اليسار واليمين على حد سواء على أن التباينات حول هذه العمليات تتسبب في توترات، “ولاسيما بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت”، على ما كتب آموس هاريل في افتتاحية في صحيفة هآرتس اليسارية.

وكان للإذاعة العامة الرأي نفسه بتسليطها الضوء على “الخلافات بين رئيس الوزراء والقيادة العسكرية”، على خلفية اتهامات متبادلة حول القصور الذي سمح بتوغل مقاتلي حماس داخل الأراضي الإسرائيلية من القطاع لشن هجوم هو الأعنف في تاريخ الدول العبرية منذ قيامها العام 1948.

ويفيد معلقون بأن صدور البيانات الرسمية بشكل متكرر حول تلاق في وجهات النظر على أعلى المستويات يؤشر، على ما يبدو، إلى عدم صحة “الجبهة الموحدة”.

وجاء في بيان للمكتب الإعلامي للحكومة نشر الثلاثاء الماضي: “يعمل رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد هيئة الأركان بالتعاون الوثيق والكامل على مدار الساعة لقيادة إسرائيل إلى نصر حاسم على حماس؛ وهناك ثقة تامة ومتبادلة” بينهم.

ويؤكد باتريك بيتان، الخبير في الشؤون الاستخباراتية في مركز الأبحاث الإسرائيلي “أنترناشونال إنستيتوت فور كاونتر تيروريزم” (ICT) وجود “هذه الخلافات حول هجوم بري”.

سلسلة ردود الفعل

يوضح بيتان أن “وجود رهائن محتجزين في قطاع غزة يعقد الوضع برمته”، وزاد: “تنتظر إسرائيل لمعرفة كيفية حل هذه المشكلة”.

ومازالت حركة حماس تحتجز أكثر من 200 رهينة بحسب إسرائيل، فيما تتظاهر عائلاتهم كل مساء قرب وزارة الدفاع في تل أبيب، مطالبة بالإفراج عنهم.

ويقول أكيفا الدار، الخبير في الشؤون السياسية الإٍسرائيلية: “بعد الصدمة (…) بدأ بيبي (نتانياهو) والجنرالات يفكرون بطريقة مختلفة”.

ويؤكد الخبير ذاته أن وجود مسؤولين عسكريين أميركيين في إسرائيل للحيلولة دون حصول أي انجرافات، وتجنب مقتل الرهائن، لاسيما الأميركيون منهم، يلقي ضوءا جديدا على هذا المنحى الذي يتباين مع الخطاب الرسمي “حول القضاء على حركة حماس بنتيجة الحرب الحالية”، كما توعد نتانياهو وغالانت.

وسبق لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، محاطا بعدد من العسكريين، أن قال في وقت سابق: “نريد تفكيك حماس بالكامل؛ قيادتها وجناحها العسكري وآليات عملها”.

ويقول دانييل بنسيمون، الخبير في السياسة الإسرائيلية: “بغض النظر عن وجود خلافات من عدمه، من الواضح أن الأميركيين والأوروبيين يأتون إلى إسرائيل لدعمها ومسايرتها، وفي الوقت نفسه تقييدها لتجنب هجوم بري”.

كما يعتبر المتحدث نفسه أن “الأسرة الدولية تخشى أن يؤدي هجوم بري إلى سلسلة من ردود الفعل وإلى اشتعال المنطقة برمتها، بل أبعد من ذلك”.

وأتى قادة أجانب عدة إلى إسرائيل من أجل “المواساة والدعم”، لاسيما الرئيس الأميركي جو بايدن في 18 أكتوبر، وإيمانويل ماكرون الثلاثاء الماضي؛ إذ أكد الرئيس الفرنسي للإسرائيليين أنهم “ليسوا وحدهم في محاربة هذه المجموعات الإرهابية”، بتعبيره، وتمنى في الوقت ذاته أن “يحصل ذلك من دون توسع النزاع” حسب قوله.

ويؤكد بنسيمون: “يصدر عن بايدن وماكرون كلام جوهره يريد منع إسرائيل من دخول غزة، والحيلولة دون تواجد إيران في الحلبة عند حدود إسرائيل الشمالية؛ عبر حزب الله اللبناني المدعوم من طهران”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *