ضعف اليسار شجرة تخفي ضعف الأحزاب المغربية مجتمعة
قال المرزوقي بنيونس، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بوجدة “إن الحديث المتكرر عن ضعف اليسار المغربي شجرة تخفي غابة الضعف والتشتت التي تعيشها كل الأحزاب المغربية مجتمعة”.
وأوضح الأستاذ الجامعي، الذي كان يتحدث في مائدة مستديرة نهاية الأسبوع بمدينة وجدة حول موضوع “مستقبل المغرب: رؤية اليسار”، أن الحديث عن “ضعف اليسار وتشتته يقتضي وجود قوة حزبية منظمة ومتجدرة مقابل هذا التشتت”، متسائلا: “هل هذه القوة الحزبية المضادة موجودة في المغرب اليوم؟”.
وأضاف المرزوقي أن اليسار المغربي كان ضحية خطاب معارض؛ “قوامه الانقضاض على الدولة، مما جعل الجماهير تلتف حول هذه الفكرة، قبل أن يتبين فشل هذا اليسار في اقتراح سياسات عمومية ناجحة ومنسجمة مع قيم العقلانية والمساواة وقادرة على حل مشاكل المواطنين”.
من جهته قال عبد الرحيم العمراني، الأستاذ الباحث في القانون والسوسيولوجيا، إن أهم تنظيمات اليسار في المغرب أقصت الاستراتيجي لحساب الآني واللحظي، وحولت قيم المساواة والعدالة الاجتماعية إلى “مجرد شعارات منزوعة من عمقها ومعناها، مما حول السياسة عند هؤلاء إلى مجرد قطاع كقطاعات كالسكن أو الصحة وحول المناضلين إلى موظفين”.
وأكد المتحدث أن خصوصيات اجتمعت في اليسار المغربي لم تتأتى لغيره من العائلات السياسية، ومنها البعد الوطني وانعكاس التركيبة الاجتماعية داخل تنظيماته، وحضور البعد الفكري والثقافي في أوراقه وأنشطته.
واستدرك قائلا :”غير أن وضع اليسار الحالي قد أدى بعدد كبير من المناضلين إلى مغادرة بعض الأحزاب اليسارية دون مغادرة البيت اليساري، حتى لا يخضعوا المرجعي والمبدئي لمفاوضات لحظية تبحث عن امتيازات هامشية”.
يشار موضوع هذه المائدة المستديرة الجهوية المنظمة بشراكة مع منظمة “فريدريش ابيرت” الألمانية، واللقاءات السابقة التي نظمت في الرباط جاءت، وفق بلاغ لمنتدى الفكر والمواطنة، تعبيرا على القناعة الجماعية بضرورة “عودة المفكرين والمثقفين إلى حلبة السياسة لإعادة الروح للعمل السياسي وفتح أفق جديد للديمقراطية في بلادنا بعد أن تحول الحقل السياسي إلى حلبة للصراع المحموم بين المصالح والامتيازات الفردية والفئوية”.
المصدر: العمق المغربي