ضعف البوليساريو يخلق خلافات بين القيادات الانفصالية

علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مطلع على الأوضاع السياسية والأمنية بمخيمات تندوف، أن “هناك تذمرا عاما داخل جبهة البوليساريو يشمل القواعد والقيادات بسبب انحصار أداء الجبهة وتراجع أدائها على جميع المستويات، بما في ذلك المستوى الدبلوماسي والمستوى العسكري، مقابل التقدم الذي حققته المملكة المغربية ونجاحها في استمالة مواقف مجموعة من الدول”.

وأضاف المصدر ذاته، الذي تحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التذمر مرده كذلك إلى ضعف إدارة الجبهة للمخيمات، الذي يتجلى في الانفلات الأمني الواضح وانتشار عصابات الجريمة المنظمة بها، وهو ما عكسته مجموعة من الحوادث التي خرجت إلى العلن في الآونة الأخيرة”.

وأوضح مصدر هسبريس أن “البعض يعتقد أن السبب عائد إلى ضعف شخصية زعيم البوليساريو، غير أن الخلل الحقيقي ليس في من يتولى الزعامة، بل في استحالة تحقيق هدف الجبهة، أي الانفصال، ورفض القيادة الإقرار بذلك”.

وبين المصدر أن “إقرار قيادة البوليساريو باستحالة الوصول إلى ما وعدت به الصحراويين يوما، يعني بالنسبة لها البحث عن حل آخر غير الانفصال عن المغرب، وهذا لا يخدم أبدا مصالح الجزائر بالدرجة الأولى التي تستخدم تنظيم البوليساريو للتشويش على المملكة المغربية، وكذا مصالح القيادة المنتفعة من وضعها”.

وذكر مصدر هسبريس أن “الصراع الحالي داخل قيادة الجبهة يميل في الحقيقة لصالح إبراهيم غالي ومن يتحلق حوله؛ فهو الذي يعتبر في نظرهم ملكا غير متوج يحسن تقسيم المنافع والمصالح”، مسجلا أن “هناك مجموعة متمردة داخل القيادة بسبب تموقعها في الهامش، لكنها حينما تحصل على ما تريد تعود للتغريد مع السرب”.

وأشار المصدر نفسه إلى نقطة مهمة أيضا، “تتعلق بخلافة غالي المتقدم في السن إذا قرر التنحي أو عجز أو توفى، وهذا مدعاة للتنافس والظهور لدى بعض القادة عسى أن يكون لهم حظ من الاستخلاف”، مؤكدا أن “جبهة البوليساريو صارت محاصرة فوق الأراضي الجزائرية وتحيط بها ظروف إقليمية ودولية أظهرت ضعف قياداتها، وهذا بطبيعة الحال من العادي أن تستغله بعض الأصوات التي لم تحصل على نصيبها من الكعكة من أجل الضغط على جناح غالي، وبالتالي انتزاع بعض المنافع”.