ضربات إسرائيلية جديدة على لبنان غداة قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلا اليوم 24
شنت إسرائيل ليلا ضربات جوية جديدة على أهداف لحزب الله في لبنان، بعد قصف واسع النطاق خلف أكثر من 550 قتيلا الاثنين، وزاد المخاوف من تدهور شامل في المنطقة بعد حوالى عام من اندلاع الحرب في غزة.
وتهيمن الخشية من حرب في الشرق الأوسط على الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ أعمالها الثلاثاء في نيويورك، في وقت يزداد التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حركة حماس الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه قصف « عشرات الأهداف لحزب الله في جنوب لبنان »، واستهدف بنى تحتية ومستودعات أسلحة للتنظيم الشيعي اللبناني.
وأكد الجيش أيضا أنه نفذ « ضربة محددة الهدف » في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما أوضح مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن « الغارة الإسرائيلية استهدفت طابقين من مبنى في منطقة الغبيري » في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله.
وقالت هيئة الإسعاف التابعة لحزب الله إن الغارة أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قصف الاثنين، وهو الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر الفائت، طال « نحو 1600 هدف إرهابي » في جنوب لبنان والبقاع (شرق).
وأعلن حزب الله إطلاق مزيد من صواريخ فادي2 في اتجاه إسرائيل مستهدفا مواقع عسكرية قريبة من مدينة حيفا في الشمال، بينها « مصنع متفجرات » على بعد حوالى ستين كلم من الحدود اللبنانية، إضافة إلى مدينة كريات شمونة.
وأسفرت ضربات الاثنين عن 558 قتيلا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، إضافة إلى 1835 جريحا بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل « عدد كبير » من عناصر حزب الله.
في هذا الصدد أكد مصدر مقرب من حزب الله أن الغارة الإسرائيلية، الثلاثاء، على الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت عن مقتل القيادي العسكري في الحزب إبراهيم قبيسي.
وجاء تأكيد المصدر بعد وقت قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي أن « مقاتلات سلاح الجو هاجمت ضاحية بيروت وقتلت إبراهيم محمد قبيسي، قائد منظومة الصواريخ في منظمة حزب الله الإرهابية ».
وأكد المصدر المقرب من الحزب مقتل قبيسي في الغارة التي أدت إلى تدمير طابقين من مبنى في حي سكني مكتظ في منطقة الغبيري، في ضاحية بيروت الجنوبية.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أحصت في وقت سابق « استشهاد ستة أشخاص وإصابة 15 شخصا بجروح » في « حصيلة أولية ».
وبحسب الجيش الإسرائيلي، استهدف قبيسي إلى جانب قياديين آخرين من وحدة الصواريخ في حزب الله.
وأوضح أن « قبيسي كان مصدر معرفة مهما في مجال الصواريخ، وكان على علاقة وثيقة بقياديين عسكريين بارزين في حزب الله ».
انضم قبيسي إلى الحزب في الثمانينات، وشغل مناصب عسكرية هامة من ضمنها قيادة وحدة بدر، وهي واحدة من مناطق عمليات حزب الله الثلاث في جنوب لبنان، وفق الجيش الإسرائيلي.
وجاءت الغارة الإسرائيلية الثلاثاء غداة غارة مماثلة في الضاحية الجنوبية لم تسفر عن قتلى. وقال مصدر مقرب من حزب الله، الإثنين، إنها استهدفت قائد جبهة جنوب لبنان في الحزب علي كركي.
لكن الحزب قال لاحقا إن كركي « بخير » وانتقل إلى « مكان آمن ».
وتتزامن هذه الضربات على الضاحية الجنوبية مع غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف منذ صباح الاثنين مناطق واسعة في جنوب لبنان وشرقه، أسفرت حتى الآن عن 558 قتيلا على الأقل وأكثر من 1800 جريح، بحسب وزارة الصحة.
وتعد هذه أعلى حصيلة قتلى يشهدها لبنان في يوم واحد منذ نهاية الحرب الأهلية التي بدأت في العام 1975 وانتهت في 1990.
ومني حزب الله في الأسبوع الأخير بخسائر موجعة بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته الأسبوع الماضي في هجمات نسبها إلى إسرائيل، وأدت إلى مقتل 39 شخصا وإصابة الآلاف بجروح.
وشنت إسرائيل أيضا غارة الجمعة على ضاحية بيروت الجنوبية أسفرت عن مقتل 16 من قادة قوة الرضوان، وحدات النخبة في الحزب، بينهم رئيسها إبراهيم عقيل وقيادي آخر.
وقتل فؤاد شكر، أحد أبرز قادة حزب الله العسكريين، في غارة استهدفت مبنى سكنيا في ضاحية بيروت الجنوبية في 30 يوليوز.
وأفادت الأمم المتحدة أن عشرات آلاف الأشخاص فروا من المناطق التي تتعرض للقصف في اتجاه صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، أو بيروت. وسلك آخرون طريق سوريا.
والثلاثاء، ضاقت الطريق المؤدية إلى العاصمة اللبنانية بطوابير طويلة من السيارات. وفي صيدا، شوهدت طوابير للمواطنين أمام محطات الوقود والأفران.
وقالت اللبنانية ثريا حرب (41 عاما) التي نزحت إلى منطقة مجاورة لبيروت بعدما غادرت قريتها تول في الجنوب لفرانس برس « كان يوما من الرعب ».
وأضافت هذه المرأة المحجبة « لم أكن أريد المغادرة، لكن الأولاد كانوا خائفين فغادرنا بالثياب التي علينا ».
وروى مسؤول عن مركز صحي في السكسكية قرب صيدا مشاهد مرعبة.
وتحدث الطبيب موسى يوسف عن « عدد كبير من القتلى: أطفال ونساء وأشخاص خسروا أطرافهم أو تحطمت رؤوسهم »، مؤكدا أن « تسعين في المائة من الجرحى الذين نقلوا إلى المركز كانوا أطفالا ».
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنه في يوم واحد، تمكن الجيش الإسرائيلي من « تدمير عشرات آلاف الصواريخ والذخائر »، معتبرا أن حزب الله يعيش « الأسبوع الأكثر صعوبة منذ إنشائه » العام 1982.
من جهته، تعهد حزب الله الاستمرار في مهاجمة إسرائيل « حتى نهاية العدوان في غزة »، حيث اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في جنوب إسرائيل. ومذاك، يستمر تبادل القصف على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين الدولة العبرية وحزب الله بعد تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر الحزب يومي 17 و18 سبتمبر، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا بحسب السلطات اللبنانية. ونسب الحزب هذه التفجيرات إلى إسرائيل.
وفيما أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من « كارثة وشيكة » في المنطقة، كرر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاثنين أنه « يعمل على احتواء التصعيد ».
وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلاده تعارض غزوا بريا للبنان وستعرض « أفكارا ملموسة » على شركائها هذا الأسبوع في الأمم المتحدة من أجل التهدئة.
واتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل الاثنين بالسعي إلى « توسيع » النزاع.
وقال بزشكيان في مقابلة مع شبكة « سي إن إن » ترجمت من الفارسية إلى الإنكليزية « لا يمكن لحزب الله أن يواجه بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها الإمدادات دول غربية ودول أوربية والولايات المتحدة ».
وطلبت فرنسا عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي حول لبنان، فيما طلب العراق عقد « اجتماع طارىء » لرؤساء الوفود العربية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41467 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
المصدر: اليوم 24