صيادون مغاربة يشتكون ندرة غير مسبوقة لسمك السردين بسواحل المملكة
رسم الصيادون المغاربة شهر نونبر الجاري بـ”ألوان قاتمة”، بعد تسجيلهم “نقصا غير مسبوق” في سمك السردين بسواحل المملكة؛ وذلك في خضم استمرار لهيب الأسعار بالأسواق.
وأفادت مصادر مهنية بأن قوارب الصيادين “تعاني في كل يوم من هذه الندرة، حيث تعود خالية الوفاض في كل طلعة بحرية؛ ومن جهة تقع المسؤولية أساسا على عاتق تفاقم ظاهرة الاستنزاف من قبل مراكب وطنية وأجنبية”، وفقهم.
عادل السندادي، نائب المنسق الجهوي للرابطة الوطنية للصيد البحري بجهة الداخلة وادي الذهب، اشتكى من هذه الندرة، قائلا: “هذا الأمر خطير وغير مسبوق في سواحل بلادنا”.
وأضاف السندادي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن السبب الرئيسي لهذا الأمر يعود إلى “الاستنزاف الكبير وغير المسبوق لبعض المراكب الوطنية والأجنبية، خاصة من روسيا”.
وأورد المهني بالقطاع أن هذه المراكب “تقوم باستنزاف واضح للأسماء السطحية، وفي مقدمتها سمك السردين؛ وهو ما يجعل المراكب المغربية بلا حصيلة”، مشددا على أنه “شخصيا عاش شهر نونبر بهذه الحالة”.
وحسب المتحدث عينه، فإن ندرة سمك السردين، (سمك الفقراء)، وعموما الأسماء السطحية، بدأت في السنوات الأخيرة، وكان عام 2024 أكثر حدة، مبينا أن “نونبر ودجنبر شهران معروفان بقلة الأسماك؛ لكن هذه السنة وصل الوضع إلى درجة خطيرة”.
وربط السندادي تأثير هذه الندرة على الأسعار المحلية، مردفا أن “الأمر ينقسم إلى شقين، حيث في الأقاليم الجنوبية يرتبط الأمر بتوجيه السردين إلى المجال الصناعي وما بقي يتحكم فيه الوسطاء، وشمال الأقاليم الشمالية يعود الأمر إلى خاصية العرض والطلب وأيضا الوسطاء”.
من جهته، قال عادل زناكي، رئيس جمعية البحارة الصيادين في مدينة الحسيمة، إن “هذه الندرة غير مسبوقة تماما، حيث مخزون السردين ضعيف، وخاصة الصغار منه”.
وبعدما حمّل المسؤولية إلى استنزاف مراكب لهذه الثروة السمكية، شدد زناكي، في تصريح لهسبريس، على أن “الأمر مرتبط بتأثير ذلك على الراحة البيولوجية لسمك السردين؛ ما جعل أعدادها تتناقص بالسواحل المغربية”.
وتابع المتحدث ذاته: “توجد العديد من التفسيرات التي تجعل الصيادين بكل السواحل المغربية يعانون من هذا الغياب، خاصة في نونبر الجاري؛ ومنها التغيرات المناخية”، موضحا أن “الحرارة العالمية سنة 2024 لم تكن مستقرة وقد أثرت على الحياة البحرية بقوة”.
وأشار رئيس جمعية البحارة الصيادين في مدينة الحسيمة إلى أن “ندرة السردين، التي تجعل المراكب المغربية خالية الوفاض في كل طلعة بحرية، ساهمت في ارتفاع الأسعار المحلية بجانب ممارسات الوسطاء”.
المصدر: هسبريس