“صوطوفوتشي” تقدم “غيشة” في مكناس
قدمت فرقة “صوطوفوتشي” بالمركب الثقافي محمد المنوني بمكناس مسرحية “غَشية”، التي تندرج في إطار دعم الجولات الفنية من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصلقطاع الثقافة.
وتدور مسرحية “غَشية” حول أحداث ماضية وقعت خلال فترة الاحتلال الفرنسي والإسباني للمغرب، وتنطلق مع الراوية وكاتبة القصة “ليلى”؛ شابة في الثلاثينات تعيش وحيدة بمعاناة مع المرض.
ورغم السقم وانتظار المصير المحتوم، ورثت ليلى حب الأدب والكتابة من والدتها التي توفيت منذ زمن طويل، كما رسخت قصصا كثيرة في ذاكرتها عن جدها الذي لم تلتق به من قبل، فأحبته وصار رفيقها الروحي وبطلها.
وتكتب ليلى بوصية من أمها، إذ قالت لها ذات يوم إن كتابة القصص وخلق الشخصيات سيخفف من شعورها بالوحدة القاتلة وعبثية الحياة.
وتدور قصة المسرحية عن شخصية “الهداوي”، وهو شخص ينشر السكينة ويخلص الناس العبيد والمضطهدين من آلامهم عن طريق كلماته وإيقاعاتها الگناوية، غير أنه يقع في حب فتاة من عائلة يهودية عاشت في مدينة فاس خلال عشرينيات القرن الماضي.
امتلك الحب فؤاد “الهداوي”، وسكن روحه وسلبه قوته وعقله، وكسر كل قيود المجتمع، معطيا مثالا على التسامح والتعايش وقيم الإنسانية، مفاده أن قلبين من ديانتين مختلفتين يتفقان على الحب الطاهر غير المشروط.
وتتطور أحداث المسرحية لتنتهي بنهاية حياة “ليلى” مع انتهاء القصة وموت بطلها الذي كانت ترى فيه صورة جدها، وتستعيد سعادتها مع أفراد الحكاية الذين خلقتهم ونسجتهم من وحي خيالها؛ إلى أن تتخلص في النهاية من معاناتها وحياتها، مودعة العالم المادي بالانتقال إلى عالم آخر للقاء جدها “الهداوي”.
المسرحية من تأليف وإخراج رضى التسولي، وكوريغرافيا سعيد الودغيري، وشارك في تشخيصها كل من كنزة فركاك، وسعيد الودغيري، وسهام لحلو؛ بالإضافة إلى زينب فركاك وعبد الخالق السعدي، وعبد العالي بلالي، ومصطفى الزاهير.
وأشرف على تصميم تقنيات الفيديو رضى تسولي، فيما قامت رميساء الشراشر بتصميم الإنارة؛ وأسندت الإدارة الفنية إلى إبراهيم بن خدة.
يشار إلى أن فرقة “صوطوفوتشي” التابعة لجمعية كوريو سپيريت للإبداع الحركي وفنون الشارع تأسست في يونيو سنة 2018، وعملت على إنتاج مجموعة من العروض، من بينها مسرحية “أرض مجهولة” موسم 20182019، ومسرحية “ليمبو” موسم 20192020، ومسرحية “أوكولوس” موسم 20202021؛ بالإضافة إلى عروض كوريغرافية ضمن تظاهرات جهوية ووطنية ودولية.
وبعد المدينة الإسماعيلية مكناس ستحط المسرحية في الـ15 أبريل الجاري بمدينة تازة، قبل أن تتوجه نهاية شهر أبريل إلى مدينة ورزازات؛ على أن تختتم الجولة شهر ماي المقبل بتقديم عرضين بكل من مدينة الدار البيضاء والرباط.
المصدر: هسبريس