أشعل غياب تدوين مداخلات الأعضاء في محاضر اللجنتين الدائمتين جدلا واسعا داخل مجلس مقاطعة عين الشق، خلال دورة يونيو العادية، حيث عبّر عدد من المنتخبين عن غضبهم واستيائهم من تجاهل توصياتهم وملاحظاتهم، التي تعد حسب قولهم ركيزة أساسية في العمل التمثيلي والرقابي داخل المجلس.

المنتخبون المتضررون اعتبروا أن هذا التجاهل يمس بمبدأ الشفافية والمصداقية، كما يفقد الوثائق الرسمية طابعها التوثيقي، مؤكدين أن تدوين المداخلات بشكل دقيق لا يعد ترفا إداريا بل هو استحقاق ديمقراطي يحفظ الذاكرة المؤسسية للمجلس، ويمكن العودة إليه في لحظات التقييم أو اتخاذ القرار.

وأمام هذا الوضع، طالب الأعضاء الغاضبون بضرورة إصلاح منهجية إعداد المحاضر وتكليف موظفين ذات مستوى علمي كبير بتسجيل المداخلات حرفيا أو تلخيصها بدقة وفق المعايير المتعارف عليها، تفاديا لأي تأويل أو تمييع للمواقف، واحتراما لجهود المنتخبين الذين يعبرون عن نبض الساكنة ويحملون همومها داخل قاعة الاجتماعات.

نادية راحا، نائبة كاتبة مجلس المقاطعة، لم تُخفِ امتعاضها من الصيغة المعتمدة في تحرير المحاضر، مؤكدة في مداخلتها أن الوثائق الرسمية لا تعكس بدقة محتوى النقاشات ولا مواقف الأعضاء، مما يُفرغ الاجتماعات من مضمونها الحقيقي ويُشوّش على عملية التوثيق السياسي والإداري للمداولات.

وأكدت نادية راحا، نائبة كاتبة مجلس مقاطعة عين الشق، أن مداخلتها خلال أشغال المجلس تضمنت مجموعة من الملاحظات الجوهرية والشكلية، مشيرة إلى أن محاضر اللجنتين الدائمتين المعنيتين لم تعكس بدقة وتفصيل مختلف المداخلات التي عبر عنها عدد من الأعضاء، والتي تضمنت مواقف واضحة وانتقادات بناءة تستحق أن توثق بشكل رسمي.

وفي تصريح خصت به جريدة “”، أوضحت راحا أن مخرجات اللجان الدائمة لم تكن في مستوى تطلعات المجلس، ولا في حجم انتظارات الساكنة التي تترقب من ممثليها برامج حقيقية ومشاريع تنموية متكاملة تساهم في النهوض بأوضاع المنطقة وتحقيق تنمية شاملة على جميع الأصعدة.

وشددت نائبة كاتبة المجلس على ضرورة تجاوز المقاربات التقليدية في التدبير، داعية إلى اعتماد رؤية استراتيجية واضحة المعالم، قائمة على خطط عمل مدروسة تستثمر الزمن السياسي والمؤسساتي بشكل فعال، حتى تتمكن المقاطعة من الاستجابة للحاجيات المتزايدة لساكنة عين الشق، خصوصاً في مجالات البنية التحتية، والخدمات الاجتماعية، والثقافية، والرياضية.

كما أشارت المتحدثة إلى إشكالية تدبير ملاعب القرب داخل تراب المقاطعة، مؤكدة على أهمية وضع إطار تنظيمي واضح ومفصل يحدد شروط الولوج إلى هذه الفضاءات الرياضية، مع اعتماد آليات شفافة في الاستغلال، وتنظيم عملية الحجز وتوزيع الحصص بما يضمن تكافؤ الفرص والعدالة في استفادة مختلف الفئات، خاصة الشباب.

واختتمت راحا حديثها بالتأكيد على أن تحسين أداء المجلس يستدعي تفعيل دور اللجان الدائمة، من خلال تمكينها من الوسائل الكفيلة بالعمل التشاركي الفعال، وربط مخرجاتها بتوجهات واضحة تصب في خدمة المصلحة العامة، وتعزز الثقة بين المواطن والمؤسسات المنتخبة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.