صمت المدرجات .. لاعبو البطولة يكشفون لـ”العمق” تأثير “الويكلو” على أدائهم
تعيش ساحة كرة القدم المغربية في الموسم الرياضي الحالي 2024/2025 تحولا دراماتيكيا كبيرا، حيث اضطرت الأندية لخوض مبارياتها بدون جمهور، نتيجة قرارات السلطات المحلية للمدن، إضافة إلى الإصلاحات التي تطال أغلب ملاعب المملكة، استعدادا للتظاهرات العالمية القادمة التي ستستضيفها بلادنا مستقبلا.
هذا الواقع الجديد لم يمر مرور الكرام على اللاعبين الممارسين في الدوري المغربي، الذين وجدوا أنفسهم في أجواء غريبة تفقد بعضا من سحر اللعبة، حيث عبروا في تصريحات لجريدة “العمق”، عن شعورهم بالفراغ الذي يخيم على المباريات بسبب “الويكلو”، حيث تتلاشى أصداء الهتافات وتختفي أعين المشجعين، تاركة فراغا يؤثر على أدائهم النفسي والبدني.
بالنسبة للعديد منهم، يُعتبر الجمهور المحرك الأساسي للأداء، فالهتافات تمنحهم طاقة إضافية وتحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم. وهذا ما أكده لاعب نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، زكرياء ناسيك، حيث قال: “كرة القدم تلعب للجمهور، فغيابهم عن المباريات يشعرك بتثاقل مجريات اللقاء، كما تغيب المتعة والرغبة. بحضور الجمهور، تشعر بسهولة المباراة، وحماسهم يساعدك في تقديم أفضل ما لديك داخل المستطيل الأخضر”.
الشيء نفسه، الذي شدد عليه أكرم النقاش لاعب الجيش الملكي، حيث قال إن “المباريات الاحترافية هي التي تلعب في حضرة الجماهير لأنهم زينة المباريات ويشعرونك أنك تلعب باحترافية فعندما تكون المباراة بنظام الويكلو تكون مباراة عادية وأحيانا تشعر كأنها مباراة ودية”.
وذهب في نفس الطرح، لاعب نهضة بركان، يوسف مهري، ولاعب النادي القنيطري كريم أيت محمد حيث أجمعا على أن “اللعب بدون جمهور صعب جدا” مؤكدان أن الجمهور هو الذي يعطي للاعب الطاقة والدافع، فقد اختصر أيت محمد رأيه في “الويكلو” بقوله: “كرة القدم هي الجمهور وللجمهور، وبدونهم لن تتطور اللعبة”.
واعتبر مهري أن الجمهور له دور كبير خاصة في اللحظات الصعبة والمباريات الحاسمة التي يحتاج فيها اللاعب دفعة معنوية إضافية، حيث قال: “عندما تلعب أمام مدرجات فارغة، تشعر وكأنك تفقد جزء من الحماس والتركيز. بالنسبة لي، أصوات الجمهور، الهتافات، وحتى الانتقادات كلها جزء من التجربة، لكن في نفس الوقت، كلاعب محترف، من الضروري أن أتأقلم مع أي ظروف والمهم في النهاية أن نركز على عملنا بغض النظر عن الظروف المحيطة”، مشيرا إلى أن قرار “الويكلو” يكون أحيانًا ضرورة لحماية السلامة أو لفرض النظام.
أشرف برقي، لاعب الاتحاد التوركي، ضم كذلك صوته لصوت زملائه، إذ أكد في تصريحه أن “كرة القدم بدون جمهور تصبح بدون نكهة، فغياب المشجعين في المدرجات يؤثر مباشرة على اللاعبين ويجعل المباريات أقل إثارة، فالمشجعون يجلبون الطاقة والحياة إلى الملاعب، ودعمهم أساسي للفريق”.
واختتم برقي تصريحه لجريدة “العمق” بالدعوة لضرورة التفكير بجدية في حلول تتيح للمشجعين العودة إلى الملاعب بأمان، معتبرا وجودهم يضيف الكثير من الحماس والروح للمباريات.
المصدر: العمق المغربي