“صرخات من الهامش”.. درعة تافيلالت تستحق من أبنائها أكثر من مجرد زيارات العيد والمناسبات

دعا الناشط الحقوقي والباحث في سوسيولوجيا الهوية، سعيد ألعنزي تاشفين، كفاءات جهة درعة تافيلالت في “المغرب المحظوظ” إلى القطع مع التعامل المناسباتي الضيق مع الجهة، وعدم جعلها مجرد محطة لقضاء الأعياد والمناسبات، بل العمل على خدمتها بشكل مستمر.
وأضاف تاشفين، خلال الحلقة الأخيرة من برنامج “صرخات من الهامش”، أن جهة درعة تافيلالت، رغم التهميش القاسي الذي يطال أقاليمها الخمسة وصعوبة جغرافيتها، تبقى منبعًا للكفاءات الرفيعة في مختلف المجالات.
وأشار إلى أنه على الرغم من الظروف القاسية وتعقيدات التاريخ التي جعلت هذه الجهة مسرحًا لمختلف التوترات الثقافية والسياسية، إلا أنها تتصدر باقي جهات المغرب في إنتاج الكفاءات.
وتابع قائلا: “فنجد أبناء الجهة يشغلون مناصب بارزة في مجالات الهندسة، والأطر العسكرية السامية، والتقنيات المتقدمة، إضافة إلى أساتذة وباحثين في مختلف المؤسسات المركزية للدولة”.
ومضى متسائلا: “هل تلتزم هذه الكفاءات بخدمة الجهة؟ للأسف، وباستثناءات قليلة، يتعامل معظم أبناء الجهة مع موطنهم بمنطق مناسباتي ضيق. فهم يعودون فقط بحثًا عن الدفء العائلي أو للاستمتاع بما توفره المنطقة خلال المناسبات، مثل عيد الأضحى، حيث يحلّون بسياراتهم الفاخرة، ويصحبون أبناءهم المتحدثين بالفرنسية والإنجليزية، ليقضوا بضعة أيام يستهلكون اللحم الطبيعي والزيت الطبيعي والخبز التقليدي، قبل أن يغادروا مجددا إلى ما يُعرف بـ”المغرب المحظوظ”، تاركين وراءهم أبناء أسامر يصارعون يوميًا من أجل الحد الأدنى من الكرامة”.
وشدد الناشط الحقوقي سعيد ألعنزي تاشفين على أن درعة تافيلالت قدمت الكثير لأبنائها، حيث احتضنتهم في طفولتهم ومنحتهم الأساس الذي مكّنهم من تحقيق النجاح، ومع ذلك، يتنكر الكثير منهم لهذا الفضل، سواء بوعي أو دون وعي، وفق تعبيره
واعتبر أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق أبناء ورزازات وزاكورة وتنغير وميدلت والراشيدية تجاه منطقتهم، مؤكدا أن “التنمية ليست مسؤولية الدولة فقط، بل هي واجب مشترك يتطلب التزامًا حقيقيا من كل من ينتمي لهذه الأرض، تماما كما يُرد الجميل للأم التي لا يمكن إنكار فضلها”.
المصدر: العمق المغربي