صديقي: الأبحاث العلمية تخدم الواحات
الإثنين 29 ماي 2023 23:24
أشاد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بالمجهودات المبذولة في مجال البحث العلمي حول الزراعة والواحات ونظمها، مشيرا إلى أن هذه المجهودات تتجسد في مكتسبات مشجعة عديدة حصل عليها المعهد الوطني للبحث الزراعي بالتعاون مع عديد من المؤسسات الوطنية والجهوية والدولية.
واستحضر المسؤول الحكومي بعض هذه المكتسبات؛ منها “التعرف على جانب كبير ومهم من المخزون الوراثي النباتي والحيواني وتصنيفه حسب معايير عديدة والحفاظ على الأصناف والسلالات المهددة”، و”تطوير مكافحة مرض البيوض عبر استنباط أصناف وسلالات مقاومة والشروع في بلورة أساليب وطرق بيولوجية للحد من هذا الداء انطلاقا من الجراثيم المضادة للفطر التي تم الحصول عليها وفرزها”، و”بلورة وتنمية تقنيات الإكثار السريع للنخيل بواسطة زراعة الأنسجة وتسخيرها لإكثار السلالات المقاومة وكذا الأصناف الجيدة أو المهددة بالانقراض كما تم نقل هاته التقنية إلى القطاع الخاص”، و”تحسين الإنتاج الحيواني خاصة أغنام الدمان من خلال تثبيت هاته السلالة والحفاظ عليها وكذلك تطوير أساليب التربية والإنتاج”.
وفي مجال التأطير، شدد صديقي على أن وزارة الفلاحة، وعن طريق المديريات الجهوية والمركزية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الفلاحية والمكاتب الجهوية للاستثمار الفلاحي بتافيلالت وورززات والمديريات الإقليمية للفلاحة بالمناطق المعنية، قد وضعت برامج تنموية هادفة، وتم تنفيذها قصد بلوغ الأهداف المنشودة خاصة فيما يتعلق بتثمين الموارد المائية الشحيحة في إطار تحسين الإنتاجية والتخفيف من وطأة الجفاف ومحاربة زحف الرمال والتقليل من ضغط التصحر في مناطق الواحات على وجه الخصوص.
ومن بين هذه البرامج تلك المتعلقة بالحفاظ على الموارد الوراثية، خاصة النباتات الكلائية والغطاء النباتي بالمناطق الجبلية والرعوية المتاخمة للواحات، وتنظيم المنتجين والفلاحين وتأطيرهم وتكوينهم وإشراك المرأة القروية في كل عمليات التنمية، وتدبير نقل المعرفة والتقانات لنشرها والاستفادة منها في البرامج التنموية وإحداث مؤسسات تعليمية متخصصة لتكوين جيل صاعد مطلع بإشكالية الواحات وتفاعلها مع ساكنتها ومحيطها، وتشجيع السياحة البيئية وتحسين دخل الساكنة ومحاربة الفقر، حسب المسؤول الحكومي ذاته.
وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الذي ترأس صباح الاثنين إلى جانب عامل إقليم ورزازات عبد الرزاق المنصوري الدورة الأولى للمنتدى الدولي حول الواحات ونخيل التمر المنعقد بمدينة ورزازات، أن “الوضعية التي تشهدها الواحات وعلى حدتها، فإنها تدفعنا وتحفزنا جميعا إلى النهوض بهاته النظم البيئية برؤى متكاملة ومندمجة تهدف إلى تنمية شاملة ومستدامة”، مضيفا أن “هذا ما يبرر عقد هذا المؤتمر الذي يجمع صفوة من الكفاءات والخبرات من مختلف الأقطار الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والجهوية المهتمة بالموضوع”.
وأضاف محمد صديقي: “من وجهة نظرنا، فإن التحديات الكبيرة والعميقة لا يمكن تجاوزها إلا بالعمل الدؤوب والمتواصل والمنسق والمنطقي والمبني على المعرفة الدقيقة للأسباب والنتائج وتفاعلاتها وانعكاساتها. كما أن من طبيعة هاته التحديات أن تكون عامة وليست مرتبطة بمكان محدود جغرافي بل هي ظواهر عامة؛ مما يستدعي مواجهتها في إطار يتناسب مع حجمها وشموليتها”.
وتابع المسؤول الحكومي ذاته: “من هذا المنطلق، فإن التنمية المستدامة بالواحات يجب أن ترتكز على البحث العلمي والتدقيق والتمحص في كل المعطيات البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتعميقها، وهذا يعد محورا أساسيا وقاعدة صلبة لتأسيس كل السياسات التنموية التي يمكن أن تنفذ بهذه المنظومات البيئية الهشة”.
المصدر: هسبريس