صحافيون مغاربة يؤازرون الفلسطينيين ويدعون إلى فك الحصار عن غزة
نفذت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، اليوم الاثنين، وقفة رمزية أمام مقرها بمدينة الرباط، تنديدا بالاستهداف الذي طال ولا يزال الصحافيين الفلسطينيين، خصوصا في الفترة التي تلت السابع من أكتوبر الماضي، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي للتضامن مع الصحافة الفلسطينية الذي يوافق الـ26 من شهر فبراير الجاري.
ولم تكن الوقفة لتخلو من شعارات رفعها الإعلاميون المغاربة الذين حضروا الشكل الاحتجاجي ممثلين لمؤسسات إعلامية مختلفة، حيث أكدوا من خلالها أن “الصحافة بفلسطين تتعرض لحصار شديد بهدف منعها من تغطية الجرائم الإسرائيلية”، معتبرين في الوقت ذاته أن “أحرار العالم مطالبون برفع هذا الحصار والظلم”.
جريمة في حق الصحافيين
في هذا الصدد، قال عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن “الوقفة التي يتم تنظيمها اليوم تأتي تلبية لنداء نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحافيين لجعل هذا اليوم مناسبة عالمية للتضامن مع فلسطين ومع صحافييها، خصوصا بقطاع غزة، الذين يبقون حبيسي مساحة لا تتجاوز خمسة على أربعة كيلومترات”.
وأكد اخشيشن، في مداخلته، أن “هذه الفعاليات، التي انطلقت اليوم بمختلف فروع النقابة بالمغرب كذلك، هي اعتراف بما يقدمه زملاؤنا بالأراضي الفلسطينية والذين سقطوا بغزة كذلك، فهم بمثابة أرقام تتجدد، حيث نصل اليوم إلى حوالي 130 صحافيا وصحافية استشهدوا في أكبر وأعنف جريمة شهدها التاريخ وسقطت فيها كل العهود والمواثيق التي كانت تحمي هؤلاء”.
واعتبر المتحدث أن “الزملاء بفلسطين لم يضحوا بحياتهم فقط، بل ضحوا كذلك بعوائلهم التي تضررت والتي تصل إلى حوالي ألف أسرة؛ فيما أن أسرا أخرى أبيدت عن بكرة أبيها. ولذلك، فلا يمكننا كصحافيين وكمغاربة السماح بما يقع رغم أن الآلة الدعائية تمكنت من جعل التغطية تتراجع بغزة اليوم، حيث سنكون أمام شيء أبشع من الجريمة إذا ما استمرت الأمور على حالها”.
وأشار رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى أنه “حان الوقت ليأخذ الإعلام زمام المبادرة عبر نقل الحقيقة للرأي العام ولكسر الصمت الذي يريد السماح بتمرير هذا الإجرام، حيث يظل الإعلام ملزما بالتأكيد على أن الواقع بغزة يعد إبادة جماعية ممنهجة، على اعتبار أن حجم التقتيل لم يعرف له العالم مثيلا”، مشيرا إلى أن “النقابة بصدد التحضير لمبادرات ووقفات أخرى بهدف توضيح حجم الجريمة التي تقترف هنالك”.
مجهودات مشكورة
إلى جانب الصحافيين المغاربة، حضر عدد من الفاعلين الفلسطينيين؛ منهم جمال الدين الشوبكي، السفير الفلسطيني بالرباط، والذي أوضح أن “النقابة تظل مشكورة لوقوفها المستمر مع الحق الفلسطيني والإنسانية ضدا في هذا العدوان الذي يستهدف البلاد، حيث سبقت أن قامت بمبادرات عديدة في هذا الصدد”.
وسجل الشوبكي، ضمن مداخلته، أن “حربا عالمية تستهدف اليوم مدينة غزة التي يسكنها مليونان من المواطنين. ولذلك، فالإعلام المغربي يظل صوتا حرا يجب أن يعمل على إيصال صوت هؤلاء إلى الجميع بشكل يضغط من أجل إيقاف هذه الجريمة التي خلفت ضحايا ومفقودين ومعطوبين ومعتقلين سجون الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكد الدبلوماسي الفلسطيني أن “حوالي 130 صحافيا فلسطينيا قضوا خلال الحرب على غزة منذ أكتوبر الماضي. وبالتالي، نحن نناشد الضمير العالمي للتحرك قبل فوات الأوان، في وقت نشكر فيه المغرب لحرصه على مواكبة الموضوع، حيث قدم قبل أيام مرافعة بمحكمة العدل الدولية للمطالبة بإنهاء الاحتلال، وهو موقف اعتدنا عليه”.
المصدر: هسبريس