الأربعاء 13 غشت 2025 13:00
في مشهد جديد من مسرحية قديمة، أقحم النظام الجزائري، من خلال الأحزاب الموالية له، قياديا في الجبهة الانفصالية في أشغال الجلسة الافتتاحية لقمة الأحزاب السياسية الإفريقية التي احتضنتها مركز “أكرا” للمؤتمرات بالعاصمة الغانية، أمس الثلاثاء، وتستمر إلى غاية الرابع عشر من شهر غشت الجاري، بعدما ظهر المسؤول الانفصالي ذاته إلى جانب مسؤولين حزبيين جزائريين في لقطة أشبه بصورة عائلية مرتبة بعناية؛ إلا أن تفاصيلها كشفت أكثر مما أخفت.
وحضر المسمى عبد القادر الطالب عمر، الذي يشغل منصب “وزير التعليم” في “حكومة البوليساريو” و”سفيرها” السابق لدى الجزائر، إلى هذه القمة متسللا وسط الوفد الجزائري، خاصة بعدما ظهر واضعا أمامه يافطة باللونين الأسود والأبيض لا تشبه في شكلها وتصميمها أبدا يافطات باقي الحاضرين التي كانت ملونة وتحمل عَلَم الدولة التي يمثلونها، عكس يافطة هذا القيادي الانفصالي التي بدت نشازا وبتصميم يشي بالارتجال وانعدام الصفة الرسمية.
هذا التفاوت البصري الظاهر، والذي فضحته منشورات وصور نشرتها الأحزاب السياسية الجزائرية المشاركة في هذا الحدث نفسها بينما تحاشت ما تسمى “وكالة الأنباء الصحراوية” نشرها لدى بث الخبر، لم يكن مجرد تفصيل عابر؛ بل رسالة مفادها أن المسرح الإفريقي لم يعد يتسع لخيالات كيان وهمي بلا أرض ولا سيادة حتى في لحظات محاولة تهريبه إلى اجتماعات مع هذا النوع، خاصة أن “خرقته” لم تكن أبدا ضمن أعلام الدول المشاركة.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة محاولة تأمين أحد الانفصاليين إلى أشغال الاجتماع التحضيري للنسخة الثامنة لقمة “تيكاد” الإفريقية اليابانية، الذي احتضنته العاصمة طوكيو قبل عام، باستعمال جواز سفر جزائري، وقيامه فور دخوله إلى قاعة الاجتماع بإخراج يافطة من محفظته ووضعها أمامه لتضليل المنظمين، قبل أن يتدخل وفد دبلوماسي مغربي لإفشال هذه المحاولة التي نسقها الوفد الجزائري؛ وهو ما استدعى، حينها، تدخل الخارجية اليابانية التي نفت على مسامع الحاضرين دعوتها للكيان الوهمي إلى الاجتماع.
ومنذ تراجع حضورها على الساحتين الإفريقية والدولية، خاصة بعد قرار الاتحاد الإفريقي حصر المشاركة في المنتديات والقمم ذات الطابع الدولي على الدول الأعضاء المعترف بها أمميا، كثّفت الجبهة الانفصالية من أساليب الالتفاف على القواعد والتسلل إلى الفعاليات والقمم لاستراق صور تذكارية وانتصارات وهمية توهم بها المحتجزون في تندوف على أنها ما حاضرة في المشهد السياسي الإفريقي.
هذه المحاولات، وإن تعددت أزمنتها وأمكنتها، إلا أنها تصطدم في كل مرة بجدار الواقع الذي ثبته المغرب في صحرائه، لتبقى مجرد فقاعات سياسية وأدلة واضحة على صبيانية سلوكيات الأطراف التي تقف وراءها؛ على رأسها الجزائر التي لا تتعامل بمنطق الدول المسؤولة، و”البوليساريو” التي تتصرف بعقلية العصابات، لتظل النتيجة في الأخير واحدة، وهي تعميق عزلة الكيان الوهمي وتآكل مصداقية الجزائر في المحافل القارية والدولية.
المصدر: هسبريس