أثارت التصريحات الأخيرة التي أطلقها الدكتور كلاب، رفقة ضيفه الذي قدم نفسه على أنه صديق المناضل الأمازيغي المرحوم عمر خالق المعروف بـ“إزم”، موجة استياء واسعة وسط عدد من النشطاء والحقوقيين، وسط اتهامات بالتشكيك في مشروعية نضال الحركة الثقافية الأمازيغية، والتلميح إلى معطيات تتعلق بملف قضائي صدر فيه حكم نهائي.

وفي هذا السياق، أكد صبري الحو، المحامي بهيئة مكناس، والرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي درعة تافيلالت، أن “التصريحات المشار إليها تحمل إساءة واضحة للحركة الثقافية الأمازيغية، ولرموزها، ولمكانة مناضليها، وللقضية القضائية التي صدرت بشأنها أحكام باتة ونهائية”، وفق قوله.

وأشار صبري الحو في تدوينة شديدة اللهجة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك”، إلى أن “تصريحات الدكتور كلاب وضيفه مشبوهة في نواياها، غير بريئة في خلفياتها، ومشكوك في أبعادها، وتحمل مسا بالحركة الثقافية الأمازيغية و شرف مناضليها”، على حد تعبيره.

وأوضح في السياق ذاته أن “ما تم نشره من طرف الأستاذ كلاب، ولو على لسان الغير، المدعو صديق المرحوم عمر آزم، لا يشكل تهديدا لاستقرار الأحكام السابقة في القضية والتي قضت بالإدانة والعقاب، في إطار الحقيقة القضائية”، وفق منطوق التدوينة.

وأضاف صبري أن “الخروج الإعلامي الحالي سواء للدكتور كلاب أو ضيفه، المدعو صديق المرحوم الشهيد عمر ليزن، يعتبر مشبوها ومشكوكا في نواياه وخلفياته وأبعاده؛ وهو مس بنبل ومشروعية مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية، كما يمس بطبع دفاعها السلمي طيلة مسارها، ومحاولة لتشويه رموزها، عبر المس بسلوكهم وأخلاق مناضليها الشرفاء والأبرار، كما يعتبر إيذاء بعائلة وذوي وأقارب المرحوم”.

وأبرز المتحدث ذاته أن “التصريحات الجديدة ليست موجهة ضد المسطرة القضائية التي صدر فيها حكم قضائي بات غير قابل للطعن، ويعتبر عنوانا للحقيقة، ولا يقبل سوى طعن المراجعة، والجهة الوحيدة المؤهلة لمباشرته هو وزير العدل”، وفق وصفه.

ولفت المحامي بهيئة مكناس إلى أن “شروط هذا الطعن غير متوفرة في ظاهر هذه التصريحات، مادامت التصريحات المنقولة لا تنفي التهمة عن المتهمين المدانين، ولا تشير إلى ظهور فاعل يتبنى الجريمة ويعترف بها”، على حد قوله.

وخلص إلى أن “الشيء الذي يجعل المثار مجرد زوبعة في فنجان، غايته وقصده غير بريء ومشبوه ويميل إلى المراء والشك، فهو اندفاع وتراجع غير مبرر لضرب الحركة الثقافية الأمازيغية ومناضليها ومعتقليها وشهدائها وأسرهم وذويهم، وللهوية المغربية الأصيلة، الأمازيغية الغنية بروافدها وبتلاحم مكوناتها المنصهرة في تمغرابيت”.

وكان الراحل عمر خالق، الذي ينحدر من إقليم تنغير، والمعروف بـ“إزم”، أحد الوجوه البارزة في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية داخل الجامعة المغربية، حيث نشط خلال سنوات دراسته الجامعية بجامعة القاضي عياض بمراكش، وعرف بدفاعه المستميت عن قضايا الهوية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، من منطلق التصور الأمازيغي الحداثي. وتميز الراحل بحضوره الفكري ونقاشاته داخل الفضاء الجامعي،

وتوفي عمر خالق في الـ27 يناير 2016، متأثرا بإصابات خطيرة ناتجة عن اعتداء تعرض له داخل الحرم الجامعي، في سياق توتر طلابي ذي خلفيات سياسية وإيديولوجية. وخلّفت وفاته صدمة واسعة في أوساط النشطاء الحقوقيين والفاعلين المدنيين، كما تحولت جنازته إلى لحظة رمزية استحضرت فيها الحركة الأمازيغية نضالاته ومواقفه الثابتة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.