صالون ثقافي مغربي ألماني يلامس الهجرة
نظم المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث ومجلس مغربيات العالم وجمعية الخدمات الاجتماعية، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، صالونا ثقافيا وفكريا للنقاش والتواصل والتشبيك بين ألمان مغاربة ينتمون إلى تخصصات شملت الأعمال والطب والإعلام والقانون والرياضة وحقوق الإنسان والسياسة والإدارة واللوجستيك.
واحتفى الصالون بمسار وتجارب ضيفي الشرف سميرة الغشيوة، متخصصة في علم النفس، ويوسف بونيت، مستشار سابق لعمدة فرانكفورت ومسؤول في مديرية التخطيط والسكن بالعاصمة الاقتصادية.
وشكل الصالون، “مناسبة لمناقشة قضايا تهم الهجرة المغربية في ألمانيا وهي تحتفل بـ60 سنة من الهجرة”. كما كان مناسبة لمناقشة مجموع قضايا تهم البلد والإمكانيات المتاحة للمشاركة في سلسلة التنمية التي يعرفها المغرب تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وأكدت ناديا يقين، مديرة المعهد المغربي الألماني للدراسات والبحوث، في كلمتها الافتتاحية، أن “مغاربة العالم ثروة حقيقية يجب استثمارها من أجل مصلحة المغرب، خصوصا أنها تتمتع بالتميز والاحترام في بلدان إقامتها، كما تتميز بقوة ارتباطها ببلدها عبر أجيال متعددة”.
ودعت يقين إلى “أهمية التشبيك وخلق مبادرات لمغاربة ألمانيا من أجل المساهمة في هذه الأوراش وتشجيع الصناعة والهندسة الثقافية لمغاربة ألمانيا، من أجل تقديم الصورة الحقيقية للمغرب”.
من جهتها، أكدت سميرة الغشيوة، المتخصصة في علم النفس والمولودة في فرانكفورت، أن “اختلاف الأجيال يرتبط باختلاف المراحل”، مشيرة إلى “قيمة الهوية والانتماء في بناء الشخصية في مجتمع متعدد الثقافات”، مبدية استعدادها لتقاسم تجربتها في بلدها الأم.
ودعا يوسف بونيت، المستشار السابق لعمدة فرانكفورت، إلى “الاهتمام بالجيلين الثالث والرابع في ألمانيا”، منطلقا من تجربته الكبيرة في هذا الإطار، وأيضا كقاضٍ متطوع في مدينة فرانكفورت، حيث قارن بين ما عاشه الجيل الأول والأجيال بعده في ألمانيا.
وأكدت عائشة بنعياد، رئيسة قسم في مستشفى بمدينة فيزبادن، على “رغبة الأطباء من أصول مغربية في المساهمة في المجال الصحي بالمغرب، ولم لا فتح مجال استقطاب هذه الفئة من الكفاءات الطبية للعودة والعمل في المستشفيات المغربية”.
ودعا حسن التحاك، رجل الأعمال وصاحب سلسلة مطاعم “بيتزا بوي”، إلى ضرورة “تشجيع ودعم الجالية المغربية لبعضها والتشبيك فيما بينها وتشجيعها على الاستثمار”.
وكانت من بين بين المواضيع التي تطرق لها ضيوف الصالون “المجتمع المدني والجمعيات المغربية والثقافة المغربية”، حيث أكد رجل الأعمال الجيلالي بومعزة على “دور الجمعيات المغربية”، مشيرا إلى “المشاكل التي تتعلق بالمساعدات الطبية التي يتم ارسالها إلى المغرب”.
أما وليد المختار، اللاعب الدولي وصاحب أكاديمية كرة القدم بمدينة راونهايم، فقد تطرق إلى “أهم المشاكل التي تتخبط فيها الجالية المغربية في ألمانيا”. كما أبدى رغبته الكبيرة في العودة إلى المغرب وخلق مبادرات رياضية للأطفال المغاربة، خصوصا أنه راكم تجارب كبيرة.
أما المحامي بدرالدين برخلي، فقد أكد على السمعة الطيبة للمغاربة في ألمانيا، والتقدم الكبير الذي يعرفه المغرب في السنوات الأخيرة، وأبدى استعداده للانخراط بشكل فعال في كل ما يمكن أن يعود بالنفع على المغاربة والمغرب.
يذكر أن الحاضرين أجمعوا على أن “المنتخب المغربي لكرة القدم أعاد رد الاعتبار للجالية المغربية في العالم، وأكد على روح تمغربيت التي وحدت الجميع”، مشددين على أن “مغاربة ألمانيا في حاجة إلى دار المغرب على شاكلة الدول الأخرى، لتمكين الأجيال المقبلة من التعرف بشكل صحيح على ثقافتهم الأصلية وأيضا من الجانب الألماني”.
كما أجمعوا على “ارتباطهم بالمغرب واستعدادهم التام للمشاركة في الأوراش الكبرى للمغرب والدفاع على القضية الوطنية كل من جهته ومكانه”. كما أبدوا “رغبتهم في تنظيم رحلات دراسية وتاريخية للمغرب، والتعرف بشكل مباشر على الإمكانيات المتاحة للاستثمار والتعاون، وأيضا التحفيز على العودة بالنسبة لمن يرغب في ذلك”.
المصدر: هسبريس