شركات الملاحة تستغل عودة أفراد الجالية لرفع الأسعار بشكل صاروخي

تفاجأ أفراد الجالية المغربية والمسافرون المغاربة الذين اختاروا إسبانيا وجهة سياحية بارتفاعات قياسية في أسعار تذاكر السفر عبر البواخر خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بالتزامن مع فترة عودة عدد كبير من مغاربة الخارج في أواخر شهر غشت الجاري.

وضاعفت شركات الملاحة البحرية التي تربط بين الموانئ المغربية والإسبانية، أسعار التذاكر مرتين مقارنة بالأسعار التي كانت معتمدة خلال السنة الماضية، في ظل ارتفاع إقبال المسافرين على الموانئ خلال ذروة عملية العبور.

ويشتكي أفراد الجالية من هذا الارتفاع، حيث استغلت الشركات هذه الفترة التي يضطر فيها المسافرون للعودة إلى ديارهم، دون مراعاة التكاليف الكبيرة التي سيتكبدونها، خاصة الأسر الكبيرة.

غياب الرقابة

في هذا السياق، قال علي زبير، رئيس المرصد المغربي الأوروبي للهجرة، في تصريح لجريدة “العمق” إن من بين أسباب هذا الارتفاع هو النقص في عدد الشركات المغربية، حيث تهيمن الشركات الإسبانية على هذه السوق، بالإضافة إلى غياب الرقابة وتدخل الدولة.

وأضاف المتحدث أن هذه الشركات تستغل عملية العودة، حيث لا يوجد أمام المسافرين خيارات أخرى بسبب التزاماتهم بعودة أبنائهم للمدارس أو مواعيد العمل، بينما تلجأ هذه الشركات إلى تقديم تسهيلات خلال فترة الدخول في بداية فصل الصيف.

وعبّر زبير عن أسفه لغياب شركات وطنية في مجال الملاحة، مشيراً إلى أن هذا النقص يؤثر بشكل كبير على الأسعار، ومؤكداً على ضرورة فتح باب الاستثمار في هذا المجال، بالإضافة إلى إشراك المسؤولين الإسبان في إيجاد حلول.

كما أشار المتحدث إلى أن الملك سبق أن تدخل لحث شركة الطيران المغربية على تخفيض الأسعار، مشيراً إلى أن التعامل مع شركات الملاحة الأجنبية يظل صعباً ما لم يتم إشراك المسؤولين المعنيين في البلدان الأوروبية.

من جهة أخرى، دعا زبير إلى تطوير عملية “مرحبا” لتتجاوز مفهوم الاستقبال إلى ابتكار إجراءات جديدة لصالح المسافرين، سواء من حيث جودة الخدمات أو الأسعار المعتمدة.

وسجلت الموانئ المغربية عبور حوالي 1.9 مليون مسافر و447 ألف سيارة في كلا الاتجاهين ضمن عملية “مرحبا 2024″، وذلك بين 5 يونيو و15 غشت الجاري، وفقاً لبلاغ صادر عن وزارة النقل واللوجيستيك.

وأوضحت الوزارة أنه بالنسبة للتدفقات الواردة، استقبلت الموانئ المغربية حوالي 1.33 مليون مسافر و317 ألف سيارة، فيما عبر حوالي 570 ألف مسافر و130 ألف سيارة في اتجاه أوروبا انطلاقاً من الموانئ المغربية.