شبار يدعو لتوثيق تعاون علماء المغرب مع المجتمع المدني لحفظ العرض والنسل والمال
دعا الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، والأستاذ الجامعي سعيد شبار، علماء المغرب، إلى التعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في خدمة مصالح المجتمع، عبر تعزيز خدمة مقاصد الدين الخمس، خاصة في العصر الحالي، مبرزا أن ما يوفره الدين في هذا السياق يمثل عناية شاملة بكل تلك الضرورات في الحياة، وبالتالي الإسهام في أمن واستقرار الأمة.
جاء ذلك، خلال ندوة بعنوان “العلماء ورسالة الإصلاح في المغرب الحديث”، التي نظمها المجلس العلمي الأعلى ليلة أمس الأحد، حيث قدم شبار مداخلة تحت عنوان “خطة الإصلاح والتبليغ: المحيط الشريك والمتعاون”.
وأبرز شبار، أن “مؤسسات الدولة وجمعيات المجتمع المدني تعمل على نفس الأهداف التي تشتغل عليها المؤسسة العلمية، وفقا لاختصاصاتها”، مشددا على “أن جميع هذه المؤسسات تخدم مصالح وأمن وطمأنينة البلاد والأمة واستقرارها”.
وأكد شبار في بداية مداخلته، على “أن الدين الإسلامي هو دين شامل في قيمه ومعانيه وأحكامه، يهدي إلى ما هو أقوم ويرشد إلى مواطن الصلاح والخير والمعروف، وينهى عن الضلال”.
وأوضح أن “هذا المنظور الشامل للدين واستيعابه لكافة مناحي الحياة كان هما من هموم التبليغ والإصلاح الذي اضطلع به الأنبياء أولا، ثم العلماء والمصلحون بعدهم”.
ودعا الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، إلى “استئناف هذه الرسالة والمسؤولية داخل المؤسسات العلمية، خصوصا في سياق تجديد النظر في خطة التبليغ من أجل إيصال قيم وأخلاق الدين إلى مختلف القطاعات الحيوية في المجتمع”.
وأشار شبار إلى أنه يمكن تفعيل عناية الدين بالضروريات الخمس، التي استخدمها علماء الأمة في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض”. واعتبر أن “هذه الضروريات الدنيوية تشترك فيها مؤسسات مدنية تعمل على خدمتها ماديا، لكن التعاون معها ودعمها معنويا من خلال القيم الأخلاقية التي يزخر بها الدين يعد أمرا بالغ الأهمية”.
وأضاف شبار أنه “إذا أخذنا على سبيل المثال حفظ النفس، الذي تعنى به وزارة الصحة، لوجدنا أن الدين يوفر دعما معنويا يمكن أن يعزز العناية بهذا المقصد الكلي”.
وأبرز “أن حفظ النفس في الدين، كما فسره العلماء، يتجه إلى حفظها من جهة الوجود، وذلك من خلال الأمر والنهي، بالإضافة إلى الإباحة لما يحقق مصالحها ويحفظها، كما نهى الدين عن مجموعة من الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تضر بالصحة، وذلك في خدمة هذا الأصل الكلي الضروري”.
وتحدث شبار “عن التعاون بين المؤسسات التي تشترك في حفظ هذه الضرورة، مثل المؤسسات الدينية التي توجه الناس إلى القيم والأخلاق، والمراكز الصحية التي تقدم العناية البدنية والنفسية، والمؤسسات التربوية التي تهتم بالتكوين، والأجهزة الأمنية التي تحافظ على النظام والأمن”، مؤكدا “على ضرورة تعزيز هذه الشراكة ميدانيا من خلال البرامج والأنشطة المختلفة”.
وشدد شبار على أهمية التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في حفظ العرض والنسل والمال وباقي الضروريات، خاصة في العصر الحالي. وأوضح أن ما يوفره الدين في هذا السياق يمثل عناية شاملة بكل تلك الضرورات الخمس.
وأفاد شبار أن المؤسسات العلمية لها شركاء ومتعاونون يخدمون نفس المقاصد والكليات الدينية، وأكد أن هذه المؤسسات الشريكة في حاجة إلى دعم وإسناد من المؤسسة العلمية، التي تتمتع بخطاب مؤثر يطال مختلف فئات المجتمع.
وأضاف أن هذا الخطاب “ليس له تأثير فقط في ساحة العمل، بل لا يقل أجره عن أجر العبادة في المساجد”. مشددا على “أن نهوض المؤسسة العلمية بهذا الواجب سيجعلها خادمة للأمة في تقليل الآفات التي تؤثر على الناس في مختلف القطاعات”.
وأوضح في خلاصة مداخلته، أن انخراط المؤسسات العلمية في الشراكات يمثل خطوة هامة في تحقيق التغيير والإصلاح المنشود، وفي تعزيز القيم والمبادئ التي يجب أن تسود في المجتمع المغربي.
المصدر: العمق المغربي