اخبار المغرب

شاحنات صهريجية توزع الماء بسطات

تعرف مدينة سطات ونواحيها أزمة ماء حادة بسبب الإجهاد المائي الذي يعرفه سد المسيرة والدورات نتيجة الجفاف، وهو ما دفع الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بالشاوية، والمزود الرئيسي المتمثل في المكتب الوطني للماء والكهرباء قطاع الماء الصالح للشرب إلى التنسيق بينهما لاعتماد طريقة ترشيد الاستهلاك عن طريق خفض الصبيب أحيانا، وقطع الماء أحيانا أخرى عن المناطق العليا في المدينة، حسب بلاغات متعددة لوكالة التوزيع بالشاوية توصلت به هسبريس.

وأمام الانقطاعات المتكررة وغياب الماء عن أحياء محددة لمدة ثلاثة أيام، بدأت بوادر التذمر والغضب تظهر على سكان سطات، مطالبين الجهات المختصة بإيجاد حلول عاجلة، والالتزام ببرامج قطع المياه، وتغيير توقيتها مراعاة للموظفين الذين يغادرون منازلهم قبل عودة الصبيب.

ولجأت السلطات الإقليمية لحل هذا المشكل إلى الاستعانة بصهاريج متنقلة وأخرى قارة موزعة على عدة مناطق كمجمع الخير والسماعلة ودالالس وحي السلام وغيرها.

محمد أمين شنقيطي، عضو المكتب الوطني لجمعية “تميز” والباحث في التاريخ والعلاقات الدولية، أوضح في تصريح لهسبريس أن مدينة سطات كانت تعرف إنهاكا للفرشة المائية منذ مدة طويلة، مشيرا إلى أن الحلول جاءت بعد ضياع فرص كثيرة بسبب عدم القدرة على وضع تخطيط واضح للفرشة المائية.

وأبرز شنقيطي أن الطريقة التي تدبّر بها العملية اليوم تعرف غياب التحسيس المباشر، الذي خلق مشاكل كثيرة للساكنة في المناطق التي تعاني نضب وجفاف المياه، لافتا إلى أن الأمر كان يتطلب عملية تواصلية أقوى، وحلولا ممكنة كالوضوح مع الساكنة، وتنظيم ندوة محلية بحضور الفاعلين السياسيين، فضلا عن الخبراء في المنطقة الذين يساهمون بخبراتهم من معهد زراعي وجامعات وكل المتدخلين.

ودعا الباحث ذاته إلى تشخيص وتحديد مكامن الخلل، موازاة مع التحولات المناخية، والتعامل بعقلانية مع المجالات الصناعية الكبرى، التي ساهمت في جفاف ونضب المياه بالمنطقة في إطار حلّ مؤقت تفرضه الظرفية، وهو ما يتطلب التفكير في الأبعاد الاستراتيجية، من قبل المجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة وكل المعنيين، تفاديا لكل قلق أو توتر اجتماعي أو احتقان في مدينة تعرف أصلا تهميشا وضعفا على مستوى الاهتمام بها.

وبخصوص نواحي مدينة سطات أوضح الفاعل الجمعوي عبد الكبير وضيحي، وهو من ساكنة المزامزة الجنوبية، أن المنطقة التي ينحدر منها تعيش مشكلا في التزود بالماء منذ سنتين، فضلا عن تنظيم الساكنة احتجاجات أمام مقر الجماعة الترابية، حيث عقدت لقاءات مع ممثلي الجماعة حول الموضوع.

وأضاف وضيحي أن اللقاءات أسفرت عن برمجة حل للماء سنتي 2022 و2023، إلا أن المشكل لا يزال مطروحا، والمواطنون لا يزالون يعانون، لافتا إلى أن بعضهم صار يفكر في الهجرة إلى المدينة بسبب غياب مياه الشرب لهم ولماشيتهم.

وكشف أن بعض المواطنين يقطعون مسافة تتجاوز 12 كيلومترا بحثا عن الماء، مطالبا بتسريع تنفيذ مقررات المجلس الجماعي للمزامزة الجنوبية للحد من مشكل العطش الذي تعانيه ساكنة 14 دوارا بالجماعة.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *