اخبار المغرب

سيرة بنعبد الجليل تحكي “شموخ مكناس”

صورة: هسبريس

هسبريس وائل بورشاشنالأربعاء 6 مارس 2024 05:11

تجربة عيش وعطاء وقصة مدينة مكناس يحضران في أول أجزاء السيرة الذاتية للباحث الموسيقي عبد العزيز ابن عبد الجليل، الذي تقلّد مسؤوليات كبيرة في “المجمع العربي للموسيقى” التابع لجامعة الدول العربية، وأدار المعهد الموسيقي بالعاصمة الإسماعيلية، وكان مندوب وزارة الثقافة بها، وصدرت له مؤلفات في تأريخ الموسيقى العربية بالمغرب، وموسيقى الغرب الإسلامي، ودور الأناشيد الوطنية في حركة التحرّر من الاحتلال الأجنبي، ونظرية الموسيقى العربية، ومشترك النغم بين المملكة وباقي الدول الإفريقية، فضلا عن تحقيق مؤلفات مرجعية في مجال الموسيقى صدرت عن أكاديمية المملكة المغربية.

بعنوان “حينما تحكي مكناس شموخها” صدرت هذه السيرة عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر في ما يقارب 400 صفحة، مقدمة شهادة علَم، جاوز عمره التسعين، على مغرب عرفه قبل الاستقلال وبعده، وحياة فنية، وتجارب كشفية وموسيقية قادته إلى اكتشاف العالم الواسع، فضلا عن الوضع الاجتماعي والثقافي لمدينته مكناس التي قدّم ماضيها وحاضرها “بين اليأس والأمل”.

وقال بنعبد الجليل إنه وجد نفسه بين الاندفاع والتردد عند تفكيره في نشر مذكراته، وكتب: “أجدني (…) في حيرة بين البوح بخبايا الماضي وكشف النقاب عنها، لأنها مع تقادم العهد بها تغدو ملكا للعموم، مثلما تغدو مخلفات الماضي وآثاره عموما في عداد ما تمتلكه الشعوب من تراث، وبين أن أطوي هذه الذكريات وأضرب عنها صفحا لأنها، في عرف غير قليل من الناس، مدعاة زهو وتفاخر، وسلم واه للارتقاء، ووشاح يخفي من خلفه النرجسية”.

وتابع الكاتب: “الواقع أنني كنت أنشأت صفحات طوالا من هذه الذكريات دون أن ينتابني سؤال نشرها أو عدم نشرها، ثم لما عرضتها على ثلة من أقربائي، وخاصة أصدقائي، بادروا إلى تشجيعي على متابعة كتابتها وحثي على إصدارها في كتاب، فانزاحت عني غشاوة التردد، ومال بي العزم إلى ترجيح كفة البوح”.

ثم ذكر المؤلف ذاته أن هذا الجزء الأول من سيرته الذاتية يقدم “سيرة فتى خاض غمارات متعددة، ولع منذ طفولته بحب المعرفة، وشغف بالرياضة، واستشعر الميل إلى الموسيقى؛ ولج مجال التعليم وهو فتى طري العود، فاتخذه مطية لفسح آفاق معارفه قراءة وبحثا، وتدرج في أسلاكه معلما فأستاذا فمديرا، وانخرط في سلك الحركة الكشفية التي نشأت في رحم العمل الوطني، فملأت جوارحه حبا للطبيعة وشغفا بوطنه، وفتحت أمامه سبل الحظوة بالمشاركة في التداريب التكوينية الوطنية والدولية، وأقبل على دراسة الموسيقى، فبلغ في تحصيلها علما وعملا ما أهله ليخوض غمارات البحث في قضاياها، ويؤهله بالتالي ليفوز بالعضوية في المجمع العربي للموسيقى التابع للجامعة العربية، ممثلا لبلاده، وعضوا في هيئة تحرير مجلة (البحث الموسيقي) الصادرة عن المجمع، ورئيسا للجنة الدراسات التاريخية”.

وفي تقديم المنشور الجديد، كتب الأكاديمي المتخصص في الأدب المغربي محمد احميدة أن هذه السيرة الذاتية “لها قسط من المشترك مع سير ذاتية أُخر، وتحتفظ في الآن نفسه بنوع من التميّز، من حيث طبيعة مسار صاحبها، الأستاذ عبد العزيز ابن عبد الجليل، الذي وإن كان انتماؤه إلى هيئة التربية والتعليم واضحا فقد اتسم مساره بما خالف به الغير، وأكسب حكيه الذاتي تميزا، بخوضه غمار الحياة الكشفية، إلى جانب ولوع الرجل بالفن الموسيقي، الذي اخترق عوالمه دراسة وتدريسا، تأليفا وتلحينا، بل لم يتردد في اقتحام الغناء والإنشاد، وسمحت له جولاته في عالم الفن الموسيقي، عِلما وعملا، أن يتبوّأ مكانة مرموقة داخل إطار علمي أكاديمي على مستوى العالم العربي، عضوا في (المجمع العربي الموسيقي)”.

وفضلا عن صور من “المجتمع المحلي المكناسي” و”المجتمع المغربي في كليته”، ينتظرُ القارئَ في هذا الكتاب، وفق مقدمه، حكيٌ سِيَر ذاتي تبرز من خلاله “صورة المثقف المغربي الفاعل في الساحة الثقافية على مدى عقود من الزمن”.

الموسيقى عبد العزيز ابن عبد الجليل مكناس

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *