اخبار المغرب

سوسيولوجي: هذه رسائل تضامن المغاربة

استنفرت أزمة الزلزال المدمر الذي ضرب عددا من أقاليم المملكة، وخلف أضرارا جسيمة ومآسي عديدة، الشعب المغربي الذي هب يدا واحدة لنجدة ومساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة، مسطرا ملحمة جديدة من التلاحم المجتمعي الذي حصد الإشادات من مختلف بقاع العالم.

وتطرح الحالة العامة من التضامن والتكافل التي أبان عنها المغاربة بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم أسئلة كثيرة حول كيفية استثمار الزخم الذي خلقته الفاجعة، في سبيل تكريس ثقافة التضامن والتكافل بشكل أكبر في المجتمع وضمان استدامتها في المستقبل.

السوسيولوجي أحمد الشراك اعتبر في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن “الزلزال شكل مناسبة لانبثاق كثير من المسلكيات والأفكار والعلائق التي تشكل اللاشعور الثقافي لدى المغاربة”، مؤكدا أن اللا شعور الذي يتحدث عنه “قديم وأصيل ونموذجي حقا”.

وأضاف الشراك أن “هذا اللاشعور الثقافي انبثق في غمرة التضامن مع عائلات الموتى والمفقودين جراء الزلزال”، مبرزا أن “التضامن مع المتضررين بعد الزلزال مهم لأن هذه المرحلة هي الأصعب”.

وأوضح المتحدث ذاته أن اللاشعور الذي تحدث عنه “يختزل مجموعة من القيم، على رأسها فضيلة التضامن التي انبثقت وعبرت عن نفسها بوضوح وبدون التباس وبدون طمع، وبدون مكاسب شخصية، في هذا الزلزال وقبله في زلزال الحسمية سنة 2004، وزلزال أكادير سنة 1960”.

وسجل السوسيولوجي المغربي ذاته أن “اللاشعور الثقافي هو الجزء، بل الكل، المكون للهوية المغربية، وهي الهوية المتفاعلة التي تقبل الانصهار والتعدد والمجاورة في هكذا لحظات عصيبة”، وزاد: “هي التي تعكس ذلك التساكن المغربي بين مختلف ثقافاته، من عربية وأمازيغية وحسانية وعبرية، والمغاربة بمختلف انتماءاتهم الإقليمية والسلالية”.

وتابع الشراك بأن “المغربي لا شك أنه واحد بصيغة التعدد المنصهر، والتعدد في إطار الوحدة الوطنية، بعيدا عن كل الحساسيات والاختلافات التي ربما أصابت شعوبا أخرى وهويات بالانشطار، وقبل ذلك بالتوتر والصراع”، مبرزا أن “المغاربة يجمعهم وطن واحد، وهي القيمة الرئيسة التي يمكنهم أن يفتخروا بها حقاً، بعيدا عن الرياء والادعاء؛ إنها خصلة عميقة في الوجدان الشعبي الجمعي المغربي”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “هذه القيمة ظهرت حتى بالنسبة لحالات من الكوارث الفردية سبقت الزلزال، مثل قضية الطفل ريان على سبيل المثال”، مؤكدا أن “الامتحان، ولو تكررت أشكاله، الفائز هو نفسه الإنسان المغربي، سواء في البادية أو المدينة، في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، سواء تكلم هاته اللغة أو تلك”.

وختم الخبير ذاته: “هذا فضلا عن تعدد القيم الدينية؛ فإن كان الإسلام هو دين الدولة والناس إلا هناك انفتاحا على الديانات الأخرى، وهذا يبين قيم التسامح والتعاضد والتضامن والتآزر التي تعطي هذا الإنسان المغربي اليوم وغدا”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *