سوء التنظيم يعرض 400 حاجا مغربيا لمحنتي الجوع والعطش تحت حرارة الشمس
في واقعة مؤلمة جديدة، علمت جريدة “” أن ما يناهز من 400 من الحجاج المغاربة يعانون إلى حدود الساعة من سوء التنظيم أثناء انتقالهم من مكة إلى المدينة المنورة، في آخر محطات الحج.
وحسب معطيات التي توصلت بها ، فقد تم إخراج الحجاج المغاربة من فنادقهم من قبل إحدى الشركات المكلفة بخدمات الحجاج، دون توفير أي وسائل راحة لهم، مما أجبرهم على الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة التي تجاوزت درجات حرارتها 43 درجة مئوية.
ووفقا لشهادات بعض الحجاج، فإن إدارة الفندق والمسؤولين عن التنظيم رفضوا التواصل المباشر معهم، مكتفين بتوكيل هذه المهمة لبوابي الفندق، مما زاد من حدة الإحباط والتوتر بين الحجاج.
أحد الحجاج في حديثه لـ”العمق” قال: “لم نجد أي مسؤول يجيب على تساؤلاتنا أو يطمئننا على وضعنا، كنا نُعامل كأرقام وليس كبشر”.
وأشارت مصادر ، إلى أن ما لا يقل عن 21% من هؤلاء الحجاج يعانون من أمراض مزمنة، بينما يزيد عمر أكثر من 40% منهم عن 65 عامًا، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالحرارة وعدم توفر الغذاء.
ويشار إلى أن الحجاج الذين كانوا ينتظرون الحافلات منذ الثامنة صباحًا، لا يزالون في انتظارهم حتى الساعة الثانية بعد الظهر، دون أي بوادر لوصول هذه الحافلات أو توفير وجبة الغداء لهم.
وكانت مصادر جيدة الاطلاع قد كشفت لجريدة “العمق” عن معطيات جديدة بخصوص ارتفاع وفيات الحجاج بسبب الإجهاد الحراري الذي تشهده المملكة العربية السعودية، والذي لم يكن السبب الوحيد وراء سقوط وفيات في صفوف الحجاج، مشيرة إلى أن النسبة الكبيرة من عدد الوفيات سجلت في صفوف الحجاج غير المسجلين، خاصة من مصر، والذين يتم إيوائهم في ظروف غير ملائمة لمواجهة آثار الحرارة المرتفعة هذا العام، والتي بلغت 51 درجة تحت الظل.
وبالنسبة للحجاج المغاربة، أوضحت مصادر من عين المكان للجريدة، أن العدد قليل مقارنة مع إجمالي الوفيات التي تجاوزت 20 حالة لحد الساعة، في انتظار إحصائيات رسمية جديدة بهذا الشأن، مسجلة أن الوضع كان يمكن أن يكون كارثيا لولا تكاثف الناس ومساعدة بعضهم البعض خصوصا الحجاج الشباب الذين لعبوا دورا كبيرا في إنقاذ أرواح زوار بيت الله من المسنين.
وسجلت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، غياب التحسيس بخطورة الحرارة و كيفية الوقاية منها، وبحقوق الحجاج النظاميين المتوفرين على بطاقة “نسك” في الإستفادة من التطبيب و الأدوية مجانا، منبهة في السياق ذاته، إلى عدم التواصل معهم حول الجهات التي يجب الإتصال معها، في حال وقوع أي مشكل، بالإضافة إلى أن العديد منهم لم تفعل لديهم ” الرومينغ” و لم يتحصلوا على بطاقة اتصالات محلية.
المصدر: العمق المغربي