سهام “مولات الحلوى”.. تلميذة تحدت الشلل لإعالة أسرتها وتحقيق أحلامها

في مدينة تارودانت التي تتقاطع فيها الحكايات التي تروي الصمود والتحدي، برزت قصة التلميذة سهام، التي قررت أن تكون مثالا حيا للإصرار على الحياة رغم الصعوبات الجسدية والظروف الاقتصادية، حيث تحدت الشلل من أجل توفير مصاريف علاجها وإعالة أسرتها.
وفي حوار خاص مع جريدة “العمق”، روت سهام قصتها وقالت: “كنت في الثانية من عمري حينما تعرضت لحادث غير مجرى حياتي. أثناء لعبي مع شقيقي، ضربني بصنبور حديدي على مستوى الرأس، مما أدى إلى إصابتي بشلل كلي. بدأت رحلة علاجي الطويلة، ومع مرور الوقت تمكنت من استعادة جزء من حركتي. لم يكن ذلك سهلاً، لكن والدتي كانت مصممة على رفع التحدي”.
ورغم الصعوبات الصحية التي كانت تعيشها، لم تتوقع سهام أن تواجه تحديا آخر عند محاولتها الالتحاق بالمدرسة، حيث قالت: “عندما أردت التسجيل في المدرسة الابتدائية، تم رفضي، وقالوا إنني لا أستطيع الدراسة بسبب إعاقتي. لكن بفضل إصرار والدتي، تمكنت من الالتحاق بمقاعد الدراسة، وأنا اليوم أدرس في السنة الأولى بكالوريا تخصص العلوم التجريبية”.
ومع مرور الوقت، بدأت سهام تدرك أنها يجب أن تواجه التحديات الاقتصادية التي تواجهها أسرتها. وأضافت: “وضعنا المالي صعب، لذا قررت أن أساعد أمي في تحمل بعض الأعباء. بدأت أبيع الحلويات في الشارع العام عندما كنت في سن الحادية عشرة، ثم توقفت عن ذلك لظروف شخصية. فتقوم أمي بتحضير الحلويات، بينما أقوم أنا بتسويقها في ساحة 20 غشت هنا بمدينة تارودانت. كان الأمر يتطلب مني التوفيق بين العمل والدراسة، لكنني كنت مصممة على مساعدة عائلتي والوقوف بجانبها”.
ورغم صعوبة الظروف التي مرَّت بها، تحمل سهام حلما كبيرا في قلبها، حيث كشفت: “حلمي هو أن أمتلك يوما ما محلا لبيع الحلويات، تديره أمي. أرى في هذا المشروع فرصة لتحقيق الاستقلالية المالية لأسرتي، كما أنني أتمنى السفر إلى الخارج للعلاج”.
المصدر: العمق المغربي