سنفور غضبان” الأمين العام لحزب المعارضة

“السنفور غضبان” في قرية المعارضة… أو عندما ترسم المعارضة صورة كاريكاتورية لنفسها
إذا كنت تبحث عن مسرحية هزلية فلا تحتاج تذاكر سينما، فقط تابع خرجات بعض رموز المعارضة الذين تحولوا إلى فرقة من “سنفورات غضبان”.. السنفور غضبان هو أحد الشخصيات الشهيرة في عالم السنافر، وكما يوحي اسمه، هو دائمًا غاضب، متذمر، متقلب المزاج، ولا يكاد يمر يوم دون أن يعبر عن استيائه من شيء ما دونما سبب مقنع.. “السنفور غضبان” كما تصوره قصة السنافر الكرتونية شخصية متذمرة ساخطة، ينهمر المطر فيقول أنا أكره المطر.. يدعوه أصدقاؤه كي يتنزهوا في الغابة فيقول: أنا أكره الغابة.. يدعونه ليأكل معهم فيقول أنا أكره الشطائر..
وفي المشهد السياسي المغربي، حيث تواصل حكومة أخنوش تحقيق مزيد من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية، تقف المعارضة كـ «سنفور الغضبان” أو “غضبان الأقزام السبعة” في قصة الأقزام الكارتونية الشهيرة، لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب، تنتقد بلا توقف، وتصر على تبخيس كل إنجاز حكومي حتى قبل أن يجف حبر الإعلان عنه.
المعارضة الحالية: التبخيس بلا بديل
دعونا نتحدث بلغة الأرقام، لغة لا تفهمها المعارضة: مشاريع البنية التحتية العملاقة التي غيرت وجه البلاد، الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تؤتي أكلها، والمبادرات الاجتماعية التي لامست حياة المواطنين.. لكن، هل هذا يكفي لإرضاء “كورال النشاز”؟ بالطبع لا!
لنكون صرحاء: لو قدمت حكومة أخنوش الذهب مجانًا، لاشتكوا من ثِقل الحمولة، ولنقرأ بعض “إنجازات” خطاب المعارضة، ولنلعب لعبة “قارن واضحك” بين حكومة أخنوش والحكومات السابقة، لن يطول بنا المقام حتى نستكشف معا الفرق بين “السياسة” حينما تصير قولا وفعلا وحينما تصبح هتافا وتهافتا، لننظر معا إلى مشهد لا تريد المعارضة أن يعرفه عموم الشعب:
• التغطية الصحية: ملايين المغاربة مُدرَجون للمرة الأولى.
• الإقلاع الاقتصادي: مغادرة “زمن الركود” إلى مشاريع تُوظِّف آلاف الشباب.
• الجفاف والأزمة العالمية: بينما حكومات سابقة كانت تلقي باللوم على السماء، هذه الحكومة تطلق مخططات زراعية بديلة.
حكومة أخنوش لم تكتفِ بكل هذا، بل أطلقت ثورة اجتماعية حقيقية، من خلال دعم مباشر للفئات الهشة، وتحسين جودة التعليم والصحة، رغم الانتقادات التي توجه لها، والتي كثيراً ما تكون مدفوعة بحسابات سياسية أكثر منها واقعية.. المعارضة، التي تشبه “سنفور الغضبان”، ترفض هذه الحقيقة، وتفضل البقاء في دور الناقد السلبي، متناسية أن الشعب المغربي لم يعد يلدغ من نفس الجحر مرتين.
المعارضة التي ظلت صامتة لأربع سنوات، فجأة تستفيق لتلوح بملتمس الرقابة لسحب الثقة عن حكومة أخنوش، وكأنها تستيقظ من سبات عميق بعد أن فعلت الحكومة ما لم تفعله أي حكومة سابقة في تاريخ المغرب الحديث من إنجازات، خاصة في ظل أزمة غلاء المحروقات وتدهور القدرة الشرائية التي لم تجد المعارضة فيها صوتاً ولا موقفاً حقيقياً سوى الانتظار حتى اقتراب موسم الانتخابات، واحتدام التدافع السياسي.
لماذا ينتقدون أخنوش؟ لأنه يُحرجهم بالعمل!
الحقيقة هي أن “الانتقاد أسهل من البناء”، كلما قدمت الحكومة حلا، استشعرت المعارضة أن وظيفتها مهددة، وكأنهم يقولون: “لا تُنجزوا كثيرا، فماذا سننتقد غدا؟”
فيا سادة، حتى “سنفور غضبان” كان في النهاية يضحك، فمتى نرى بعض “سنافركم” يتعاملون بواقعية؟ أو على الأقل… يقدّمون بديلا غير العزف على أوتار اليأس.
المواطن المغربي الواعي بمجريات الأحداث يعي تمام الوعي بأن أوركسترا الإنجازات بقيادة الأخ عزيز أخنوش لا يجب أن تشوش عليها فرقة ‘لا يروق لي’ من عازفي النشاز السياسي، لكن كما قلت.. في نهاية المطاف، يبقى الحكم للمواطن، الذي يرى ويسمع ويحلل. هل سينصت إلى معزوفة “المعارضة الغاضبة” التي لا ترى سوى السلبيات؟ أم سينصت إلى “سيمفونية الإنجازات” التي تعزفها حكومة أخنوش على أرض الواقع؟ المؤكد أن قافلة العمل تسير، ومهما علا صوت النشاز، فإن المعطيات على الأرض هي الفيصل. فمن ينكر أن هناك مشاريع كبرى قيد الإنجاز؟ ومن يتجاهل الجهود المبذولة لتحسين حياة المواطنين؟ الإجابة واضحة كالشمس في واضحة النهار، حتى وإن حاول البعض تغطيتها بغربال من الانتقادات الفارغة.
النقد البناء يجب أن يكون… بناء أولا..
المصدر: العمق المغربي