اخبار المغرب

سنة على “زلزال الحوز”.. خسائر بشرية ومادية وإجراءات حكومية تنتظر التسريع

ليلة الثامن من شتنبر من السنة الماضية، اهتزت الأرض تحت أقدام المغاربة. تعالى الصراخ وترك الجميع، صغارا وكبارا، في مراكش، الدار البيضاء، الرباط ، أكادير وغيرها منازلهم دون معرفة مصدر الاهتزاز.

لم تمض سوى دقائق قليلة حتى بدأت أخبار انهيار المنازل فوق رؤوس ساكنيها في أعالي جبال الحوز وشيشاوة وتارودانت والمناشدات لإنقاذ أرواح مواطنين من تحت الركام، تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

في الصباح الباكر من يوم الثامن من شتنبر 2023، أعلنت وزارة الداخلية المغربية مصرع المئات في “زلزال الحوز”، وتأهبت كل السلطات لانقاذ العالقين تحت الأنقاض.

حصيلة ثقيلة

كانت منطقة “إغيل” بإقليم الحوز مركز الهزة الأرضية التي عرفتها المملكة يوم الجمعة 8 شتنبر 2023 على الساعة الحادية عشر ليلا.

بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تنقل صور الانهيارات، وفيديوهات إستغاثة مناطق دمرت بكاملها، ودواوير أصبحت في خبر كان.

خرجت حينها وزارة الداخلية لتقدم حصيلة أولية، أعلنت من خلالها أن الهزة أسفرت عن وفاة 296 شخصا بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت، كما سجلت إصابة 153 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.

كانت الأضرار بليغة حينها، انهيار في الطرقات، وإغلاق منافذ عديدة، وتحطم مدارس بأكملها وانقطاع في التيار الكهربائي، ما دفع السلطات المحلية والمصالح الأمنية والوقاية المدنية بكافة عمالات وأقاليم المملكة المعنية إلى التجند وتسخير كل الوسائل والإمكانيات من أجل التدخل وتقديم المساعدات اللازمة وتقييم الأضرار.

أمام هذه الفاجعة الكبرى، وبعد أيام من انتشال الجثث من تحت الأنقاض، أكدت وزارة الداخلية أن عدد المواطنين الذين لقوا مصرعهم بلغ 2960 شخصا.

أما مجموع الانهيارات التي أعلنت عنها الحكومة فقد بلغ 59647، فيما بلغ عدد الدواوير المتضررة 2930، بينما أعلن فوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية، أن 2.8 مليون نسمة هو عدد ساكنة الدواوير التي لحقتها أضرار الزلزال.

هبة شعبية

مباشرة بعد الزلزال، أبان المغاربة في مختلف ربوع الوطن وخارجه عن حسهم التضامني، ووقوفهم بجانب بعضهم بعض في مثل هذه الأزمات.

هبة شعبية لمختلف المواطنين والفعاليات المدنية أبهرت العالم، وأكدت لحمة الشعب المغربي. قوافل من مختلف البقاع، محملة بمختلف المواد والسلع التي يحتاجها الناجون من الزلزال في الدواوير المتضررة.

تحركت السيارات والشاحنات صوب الحوز وشيشاوة وتارودانت وورزازات، محملة بالسلع، للمساهمة في التخفيف من معاناة هؤلاء.

كانت هذه الهبة الشعبية سندا للمتضررين وعونا لهم، بعدما فقدوا منازلهم وقوتهم اليومي، وشكلت دعما في تجاوز محنة بعد انقطاع الطرق وغياب المؤونة.

مساعدات حكومية

بناء على توجيهات من الملك محمد السادس، تحركت الحكومة المغربية لاتخاذ جملة من الإجراءات لتجاوز هذه المحنة والتخفيف من معاناة الأسر المتضررة.

وشرعت حينها الحكومة في تخصيص 8 مليارات درهم من أجل المساعدات الاستعجالية للأسر، والمساعدات المالية لإعادة بناء وهيكلة المساكن التي انهارت كليا أو جزئيا، كما خصصت 14 مليار درهم لفك العزلة وضمان الولوجية، وتوسعة وتقوية أزيد من 600 كلم من الطرق من أجل ضمان وتأمين الولوج إلى المناطق المتضررة.

كما خصصت الحكومة 98 مليار درهم لتطوير البنية التحتية، بما يشمل الطرق، والسدود، وتحسين الجاذبية والمؤهلات الاقتصادية لهذه الأقاليم، والأنشطة الفلاحية والسياحية وكذا الصناعة التقليدية، وتعزيز عرض المؤسسات التعليمية، وبناء وتجهيز مدارس للقرب من الجيل الجديد، ومدارس جماعية، مع تعميم شبكة النقل المدرسي، وتعزيز العرض الصحي عبر استكمال بناء وتجهيز بعض مستشفيات القرب والمستشفيات الإقليمية، وإعادة تأهيل وإعداد الدواوير، وإعادة التأهيل الحضري، وإعادة تأهيل وتثمين المدن القديمة، خصوصا المساكن المهددة بالسقوط، وتعزيز جودة الخدمات.

وبحسب الحكومة، فقد جرى إلى حدود فاتح يوليوز الماضي صرف 1,4 مليار درهم لفائدة حوالي 57.000 مستفيد، منها 1,1 مليار درهم تخص الشطر الأول من الإعانات الذي حدد في 20.000 درهم لكل مستفيد.

أما بالنسبة للشطر الثاني من الإعانات، المحددة مبالغها في 20 ألف درهم بالنسبة لأشغال التأهيل و40 ألف درهم لأشغال إعادة البناء، فأكدت الحكومة، على لسان رئيسها، أنه تم صرف 206 ملايين درهم لفائدة 9584 مستفيدا.

وأكدت الحكومة أنها “ستواصل تنزيل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من آثار زلزال الحوز، من خلال مواصلة تقديم الدعم المباشر من أجل إعادة إيواء السكان المتضررين وتأهيل البنيات التحتية المتضررة، إلى جانب العمل على تأهيل هذه المناطق وتنميتها”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *