سكان قطاع غزة يتجرعون الألم.. عمليات القتل تتواصل بعد مقتل السنوار
في اليوم التالي لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحي السنوار، لم يتوقف القصف في قطاع غزة الذي دمرته الحرب.
في الساعات التي تلت إعلان مقتل السنوار الذي تعتبره إسرائيل مهندس هجوم السابع من أكتوبر 2023 تعرّضت مناطق عدة في القطاع المحاصر لقصف عنيف.
وأعلن الدفاع المدني في غزة بعد غارة نفّذت فجرا أن فرق الإنقاذ انتشلت جثث ثلاثة أطفال فلسطينيين من تحت أنقاض منزلهم شمال القطاع.
ويقول جمعة أبو مندي (21 عاما) في مدينة غزة لوكالة فرانس برس: “كنا نعتقد دائما أنه عندما تأتي هذه اللحظة (مقتل السنوار) ستنتهي الحرب وستعود الحياة إلى طبيعتها”، وأضاف: “لكن لسوء الحظ الواقع على الأرض مختلف تماما. لم تتوقف الحرب وعمليات القتل مستمرة بلا هوادة”.
وتحاصر القوات الإسرائيلية مساحات واسعة من شمال غزة. ويحول إغلاق الطرق دون إيصال الإمدادات إلى المنطقة.
“كفى قتلا”
يقول مصطفى الزعيم (47 عاما) من سكان حي الرمال غرب مدينة غزة: “إذا كان اغتيال السنوار أحد أهداف هذه الحرب. حسنا، لقد قتلوا اليوم يحيى السنوار”، ويضيف: “كفى موتا وجوعا وحصارا. كفى عطشا وجوعا، كفى جثثا ودماء”.
وتسبّب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في مقتل 1206 أشخاص معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين قتلوا في الأسر.
وخطف مسلحو حماس 251 شخصا خلال الهجوم، مازال 97 منهم في غزة، وبينهم 34 يقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لم يعودوا على قيد الحياة.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك اليوم بقصف مدمّر لقطاع غزة وعمليات برية، ما تسبّب في مقتل 42500 شخص غالبيتهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
“حرب لعينة”
ركّزت ردود فعل دولية كثيرة على اعتبار أن مقتل السنوار يفتح البابا أمام الإفراج عن الرهائن.
وفي وقت متأخر الخميس بعد ساعات من الإعلان عن قتل السنوار قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متوجها إلى سكان قطاع غزة: “من يلقي سلاحه ويعيد رهائننا سنتركه يعيش”.
لكن في غزة كان البعض مشكّكا بشأن مصير الرهائن.
ويعتبر مصطفى الزعيم أن قتل السنوار “سيكون خسارة لإسرائيل، لأنها ستتوه اليوم باحثة عن الأسرى”.
أما انتصار ريهان فتقول من أمام مبنى مدمّر: “قضيتنا ليست السنوار، قضيتنا وطنية وسياسية، الأرض والمقدّسات، وكل الحقوق”، وتضيف: “قتلوا الرجل، لكن لم يقتلوا القضية”.
ويرى إسماعيل منون أن نتانياهو “سيواصل القصف حتى يبيدنا… يريد أن يدمّر ويخرّب”.
ويقول محمد العمري (32 عاما) من الفاخورة شمالي غزة: “ما نراه هو أن نتنياهو يركّز على غزة، على القتل والدمار والإبادة، مع استمرار القصف والمجازر في أنحاء القطاع”، ويتابع: “أكثر ما نخشاه هو استمرار هذه الحرب اللعينة”.
المصدر: هسبريس