مع حلول فصل الصيف يتجدد النقاش لدى ساكنة قرية السواكن، التي تبعد عن مدينة القصر الكبير بحوالي 15 كيلومترا، حول المدخل والطريق المهترئة التي تؤدي إلى الدوار ومقر الجماعة التي جرت فوق ترابها معركة وادي المخازن الشهيرة قبل 447 سنة.

القرية التي تتوفر على ما تبقى من معالم المعركة التي خلدت أحد فصول المجد في تاريخ المغرب الضارب في القدم، بهزيمة الجيش الصليبي بقيادة ملك البرتغال دون سيبستيان الذي قتل فيها، تعاني من “الظلم” و”التهميش”، إذ لم تفلح المجالس المتعاقبة في إصلاح الطريق المؤدية إليها.

خلال إحياء ذكرى المعركة التي تصادف الرابع من شهر غشت كل عام عاد السكان لرفع مطلب إصلاح الطريق وتأهيل مركز الجماعة، الذي طال انتظاره، وتلقوا بشأنه وعوداً متكررة مازالت لم تعرف طريقها إلى التنزيل حتى اليوم.

محمد الصغير، واحد من سكان القرية، وهو صاحب محل بقالة، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الوضع “معقد وصعب”، مردفا: “نعاني بشكل مستمر من الغبار والحمري الذي يعكر صفو الحياة والتجارة بشكل مستمر”.

وأضاف الصغير، الذي بدا غاضبا من الوضع الذي تكابده القرية لسنوات طويلة: “فقدنا الثقة. كل عام نتلقى وعودا من أجل إصلاح الطريق ويتم إخبارنا بأن الميزانية جاهزة وستبدأ الأشغال قريبا إلا أن شيئا من ذلك لا يتحقق”.

وزاد البقال من أبناء السواكن موضحا للجريدة: “هذه السنة حدث نقاش كبير حول الموضوع، وتلقينا وعودا من طرف السلطات المحلية والمجلس المنتخب بخصوص الإصلاح”، مشددا على أن الساكنة تترقب ما سيحدث بشأن هذه الوعود المتكررة.

وعلى امتداد واجهة القرية ينتصب شارع كان في السابق معبدا قبل أن يتحول إلى طريق مكسوة بـ”التوفنة”، التي تغمر المنازل بالغبار بسبب طبيعة المنطقة التي تتميز بارتفاع درجات حرارتها في الصيف.

يحكي الأب عبد السلام، وهو من السكان المجاورين للطريق المثير للإزعاج، أن زوجته تعمل يوميا على تنظيف البيت من الغبار الذي يتطاير ويصل إلى كل مرافق المنزل، بسبب الحركية التي تعرفها الطريق بشكل يومي.

يقول الرجل الستيني: “مللنا من هذا العيش. كل رئيس يكذب علينا ليقضي فترته ويذهب غير مأسوف عليه”، وتابع: “قريتنا التي تمثل المركز تعاني أكثر من قرى أخرى خدمها رؤساء المجالس المنتخبة”.

وتساءل المتحدث ذاته عن أسباب استمرار هذا الوضع المؤسف في مركز الجماعة القروية التي تحظى بمكانة مهمة في تاريخ المغرب، موردا: “صبرنا انتهى. وإذا لم يف من وعدونا بالتزامهم هذه المرة لن نسكت عن حقنا وسيكون لنا كلام آخر”، في إشارة إلى أن الساكنة مستعدة للدفاع عن حقها بكافة الوسائل المتاحة.

المصدر: هسبريس

شاركها.