سقي أراضي فلاحية بمياه عادمة يثير الجدل.. ومسؤول بـ “لاراديل” يوضح
سقي أراضي فلاحية باستعمال المياه العادمة، كان موضوع مراسلة قدمتها جمعية حماية المستهلك لعامل إقليم العرائش من أجل المطالبة بالتدخل لحماية صحة المواطنين مما قد ينتج عن استعمال مواد فلاحية مسقية بهذه المياه.
في هذا السياق راسل العامل الجهات المعنية من أجل تشكيل لجنة مراقبة، وقفت على تفاصيل هذه الخروقات، برئاسة باشا القصر الكبير، مشكلة من الدرك والقياد والوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء وتطهير السائل، وممثلو الجماعات الترابية، وممثلين عن المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، وجهات أخرى.
مسؤولية مشتركة
مدير الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء وتطهير السائل، “لاراديل”، أوضح أن الأمر يتعلق ببعض المشاكل المرتبطة بتدفق المياه العادمة بحي أولاد احميد (حي الشرفاء) بمدينة القصر الكبير، والذي التحق حديثا بالمجال الحضري لمدينة القصر الكبير.
وشدد المدير في تصريح لجريدة “العمق”، على أن “الوكالة ووعيا منها بمسؤولياتها المنبثقة أساسا من البرنامج الخماسي 2023 2028، وفي إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل، وتنزيلا للاتفاقية المبرمة بين وزارة الداخلية و الوكالة والجماعة الترابية القصر الكبير، بخصوص تجهيز منطقتي أولاد احميد وبلاد الصرصري بشبكة التطهير السائل، فقد انخرطت في الحد من الأضرار البيئية والصحية التي تسببها المياه الراكدة والعادمة بجوار ساكنة هذا الحي، والمحاذية لبعض الشعاب”.
وتابع المتحدث أن هذا المشروع والذي تبلغ تكلفته 27مليون درهم دون احتساب تكلفة تجهيز أزقة وشوارع أولاد احميد وبلاد الصرصي بشبكة الصرف الصحي والتي بلغت 30مليون درهم يتضمن بالأساس، إنجاز أشغال مد قنوات التجميع على طول 3,1 كلم، وإنجاز محطة الضخ، وكذا أشغال مد قنوات الدفع.
كما أوضح أن وكالة “لاراديل” قامت خلال الخمس سنوات الأخيرة، بمجهودات كبيرة، تمثلت أساسا في شراء الوعاء العقاري، لبناء محطة الضخ، وإنجاز شبكة التطهير السائل، والتي فاقت نسبة إنجازها %95، رغم الصعوبات التي تواجه الوكالة، والتي تتمثل في التوسع العمراني للحي المذكور.
ومن الناحية التقنية، أوضح المتحدث ذاته، فإن حي أولاد احميد حي ناقص التجهيز، بشكل عام، مما صعب مأمورية وضع كل قنوات الصرف وإتمام التجهيز بشكل كلي، مما سبب تدفق بعض المياه العادمة، لبعض الشعاب، التي تسبب من جهة مشكل التطهير السائل ومن جهة أخرى مشكل الفياضانات في فصل الشتاء، كما أن الوكالة بجانب عدد من المتدخلين المؤسساتيين قامت بما يلزم في الجانب المتعلق بها، من خلال شراء الوعاء العقاري، وأن صفقة إنجاز محطة الضخ وقناة الرد في مراحلها النهائية رغم العديد من التوقفات بسبب تعرضات بعض الساكنة على استكمال مدّ القنوات.
وفيما يتعلق باستغلال المياه العادمة، في ري بعض الفلاحات المعيشية من طرف بعض الأشخاص، قال المصدر عينه “الوكالة، باعتبارها مؤسسة مواطنة وانطلاقا من مسؤوليتها المجتمعية كمؤسسة عاملة في تدبير قطاع التطهير السائل، تقوم بتنسيق جهودها مع كل المتدخلين، في تفعيل المقاربة التحسيسية والقانونية والزجرية، سيما وأن هذا الأمر سينعكس لا محالة على صحة المواطنات والمواطنين،حالا ومستقبلا”.
مواجهة ندرة المياه
وجوابا على سؤال العمق بخصوص المجهودات التي تقوم بها الوكالة لمواجهة ظاهرة ندرة المياه الصالحة للشرب ومواكبة التحديات المائية التي يشهدها المغرب، أكد المتحدث أن الرؤية الملكية جعلت هذا الموضوع، ذا أولوية وراهنية، والحكومة ممثلة في وزارة الداخلية وبتنسيق مع كل المتدخلين في تدبير هذه الإشكالية، سطرت مجموعة من الأهداف على المستوى القريب،المتوسط والبعيد.
وذكر في هذا السياق، الرفع من مردودية الشبكة، حيث قامت الوكالة بتكثيف عمليات البحث والتنقيب عن تسريبات الماء و معالجتها، وكذا تغريم مختلسي الماء الصالح للشرب، مما ساهم في ارتقاء المردودية بإثني عشر نقطة، وهذا ما مكن من توفير أكتر من 3,4 مليون متر مكعب خلال السنة الأخيرة أي مايعادل سبعة أشهر من تزويد مدينة العرائش بالماء الصالح للشرب، وهو ما يعتبر من النتائج الرائدة على المستوى الوطني، بحسب تعبيره.
من جهة أخرى أشار إلى أن الوكالة منخرطة بجدية في عملية التوعية والتحسيس بضرورة ترشيد استهلاك الماء عن طريق نشر الملصقات وعقد لقاءات تواصلية مع الفاعلين المدنيين، والمنابر الإعلامية بما فيها السمعية البصرية، وكل الشرائح الإجتماعية وكذا المؤسسات التعليمية.
وأوضح مدير الوكالة أن الجهود المحققة على مستوى جودة الخدمات، أثمرت الحصول على شهادة الجودة ISO9001 نسخة 2015، مضيفا “متابعة منها لمستوى رضا زبنائها، فقد اعتمدت لاراديل مقاربة تتثمل في الاستماع الدائم والمستمر لزبنائها عن طريق تفعيل خدمة مركز النداء، والتجاوب السريع مع شكاياتهم ومتابعتها بالسرعة المطلوبة، وتفعيل مقترحاتهم، وهو الأمر الذي أكده استطلاع للرأي تم إنجازه على طول التراب الوطني، بحيث تصدرت الوكالة قائمة رضى الزبناء بين جميع المتدخيل في قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل”.
المصدر: العمق المغربي