أحيت سفارة جمهورية العراق لدى المملكة المغربية، اليوم الثلاثاء، العيد الوطني العراقي الذي يوافق الذكرى الثالثة والتسعين لانضمام العراق إلى عصبة الأمم المتحدة، وذلك خلال احتفال رسمي أقيم بمقر إقامة السفير بالرباط.

وشهدت الاحتفالية حضور وزيرة الأسرة والإدماج الاجتماعي والتضامن، نعيمة بن يحيى، ممثلة عن الحكومة المغربية، إلى جانب عدد من المسؤولين والبرلمانيين والسفراء المعتمدين لدى المملكة.

واستهل سفير جمهورية العراق لدى المملكة المغربية، حيدر البراك، كلمته بالتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين العراق والمغرب، التي تعود إلى عقود طويلة، مذكّرًا بأن أول سفير عراقي لدى المملكة تم تعيينه في عام 1956.

وفي إشارة ذات دلالة سياسية وتاريخية، أكد السفير البراك أن بلاده شاركت في المسيرة الخضراء عام 1975 بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني، وهو ما يجسد دعم العراق الراسخ للوحدة الإقليمية للمملكة المغربية.

وأشار السفير إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت منعطفًا إيجابيًا جديدًا بعد عام 2023، تُوِّج بتبادل الزيارات الرسمية رفيعة المستوى، والتي أسفرت عن زيادة التبادل التجاري وإعادة افتتاح سفارة المملكة المغربية في بغداد، مثمنا الرؤية الحكيمة للملك محمد السادس في تأطير التعاون الأخوي والتكامل السياسي والاقتصادي بين البلدين.

كما نوّه بالزيارات المتبادلة بين وزيري خارجية البلدين في عامي 2023 و2024، والتي أعلن العراق خلالها تجديد موقفه الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدًا بالجهود الدولية المؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها جلالة الملك كحل للنزاع حول قضية الصحراء.

وأكد السفير أن العراق اليوم هو بلد البناء والإعمار، الذي تجاوز عقودا من الدكتاتورية والإرهاب ليصبح ركيزة أساسية للأمن والاستقرار وبيئة استثمارية آمنة وواعدة، مشيرًا إلى مشاريع استراتيجية كبرى مثل طريق التنمية وميناء الفاو الكبير.

وفي تصريح خاص لجريدة ، قال السفير حيدر البراك إنّ “الاحتفال اليوم له نكهة خاصة بعد سنوات من الانقطاع عن الساحة الثقافية والفنية الغنية في المغرب”، مضيفا أن “هذا الاحتفال لم يكن ليرى النور لولا المساندة الكريمة من جلالة الملك محمد السادس وحكومته والشعب المغربي الشقيق”.

وأضاف السفير: “هذا ليس بغريب على المغرب؛ فالعراق أول دولة عربية اعترفت باستقلال المملكة وأرسلت سفيرا إليها عام 1956، كما كانت له مشاركة قوية ومميزة في المسيرة الخضراء قبل خمسين سنة، وهو موقف ما زال المغرب يقدّره والعراق يعتزّ به.”

وأوضح الدبلوماسي العراقي، أن المغرب في سنوات الحصار والحروب، احتضن الآلاف من العراقيين، مضيفا “هذه هي الأخوة الحقيقية التي نعتز بها. واليوم، العراق نفض عن نفسه غبار عقود من الدكتاتورية والحروب والإرهاب، ليعود عراق الفن والثقافة كما رأيتموه اليوم.”

كما أكد أن “العراق يواصل موقفه الداعم والمساند للوحدة الترابية للمملكة المغربية، ويشيد بالزخم الدولي المؤيد لمبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها جلالة الملك نصره الله”، مشيرًا إلى تطلع بلاده لتنظيم فعاليات ثقافية وفنية مشتركة جديدة تعزز التواصل بين الشعبين.

من جانبها، أعربت وزيرة الأسرة والادماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بن يحيى، في كلمتها باسم الحكومة المغربية، عن أحر التهاني وأصدق التبريكات لجمهورية العراق، مؤكدة اعتزاز المغرب بالعلاقات التاريخية المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.

وأوضحت بن يحيى أن هذا اليوم الوطني “يحمل دلالات عميقة في تجسيد الفخر بتاريخ العراق وحضارته العريقة ومسيرته في بناء دولة حديثة قائمة على الوحدة والسيادة والتنمية”، مثمنةً الإنجازات التنموية الكبيرة التي حققها العراق في مجالات البنية التحتية والطاقة.

كما أبرزت المسؤولة الحكومية أن الاحتفال يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، مجددة الإشادة بـ”الموقف العراقي الثابت” الداعم للوحدة الترابية للمملكة، ومؤكدة أن العراق كان أول بلد عربي يعترف باستقلال المغرب سنة 1956.

وشددت المتحدثة، على حرص البلدين على تنسيق المواقف وتبادل الدعم داخل المنظمات الإقليمية والدولية، متمنيةً مزيدًا من التعاون والتآزر لما فيه خير الشعبين والأمة العربية والإسلامية.

ويشار إلى أن هذه الاحتفالية عرفت تقديم وصلات موسيقية تراثية عراقية أحيتها فرقة فنية من العراق، إلى جانب فرقة الركبة من زاكورة التي أتحفت الحضور بعروض فلكلورية مميزة جمعت بين الإيقاع المغربي الأصيل والنغمة العراقية التراثية، في مشهد يجسد عمق الروابط الثقافية بين البلدين.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.