اخبار المغرب

سداسية المغرب أمام الكونغو.. هل وجد الركراكي توليفته المناسبة أم استغل ضعف الخصم؟

اكتسح المنتخب الوطني المغربي نظيره الكونغولي بسداسية نظيفة لحساب التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لسنة 2026، في مباراة قدم فيها أسود الركراكي أداء كبيرا ومحى الصورة الباهمتة التي ظهرت بها الكتيبة المغربية أمام زامبيا.

وتسيدت العناصر الوطنية اللقاء طولا وعرضا ولم تجد أدنى صعوبة في اختراق الدفاعات الكونغولية التي كانت عاجزة أمام المد الهجومي المغربي، في لقاء أقدم فيه الركراكي على عدد من التغييرات مقارنة بمباراة زامبيا، في مقدمتها إقحام أيوب الكعبي في قلب الهجوم بدلا من يوسف النصيري، والزج بشادي رياض عوض القائد رومان سايس في قلب الدفاع.

فهل استفاد وليد الركراكي من أخطاء المباريات السابقة أم أن الكتيبة المغربية استغلت ضعف المنافس؟

تغيير أسلوب اللعب

الصحافي الرياضي جلول التويجر، أوضح أن “الناخب الوطني، وليد الركراكي، غير أسلوب اللعب في مباراة الكونغو برازافيل مقارنة بمواجهة زامبيا، التي اعتراها، وفق تعبيره، قلق كبير من الجماهير والإعلاميين رغم تحقيق الانتصار”.

وأبرز التويجر في تصريح لجريدة “العمق”، أن “مباراة الكونغو عرفت إظهار مجموعة من الحلول على مستوى المنظومة التكتيكية للمنتخب الوطني المغربي، حيث غير الركراكي من مراكز عدد من اللاعبين بوضع نجم غلطة سراي، حكيم زياش، في وسط الميدان خلف المهاجم والزج بابراهيم دياز على مستوى الجهة اليمنى”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “هذه التغييرات أعطت التناغم بين اللاعبين في مباراة الكونغو مقارنة مع لقاء زامبيا”، مؤكدا أنه “كان من المفروض على الناخب الوطني أن يجد الحلول على هذا المستوى من أجل تطوير الأداء وإقناع الجماهير”.

حلول هجومية

وشدد جلول التويجر على أن “أكثر ما لفت الانتباه في اللقاء هي الحلول على مستوى المنظومة الهجومية، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يشتكي، على حد قوله، من العقم الهجومي، نجحت الكتيبة المغربية في إيجاد الحلول أمام المنتخبات التي تفرض التكتل الدفاعي والوصول للمرمى وتسجيل 6 أهداف بطرق مختلفة ولاعبين متنوعين”.

كما نوه التويجر بالثلاثية التي وقعها نجم أولمبياكوس اليوناني، أيوب الكعبي، بعد صيامه عن التهديف لفترة طويلة رفقة المنتخب المغربي، مؤكدا وجود مؤشرات إيجابية بالنسبة لوضعية المنتخب الوطني المغربي على مستوى الأداء، مسجلا تطورا ملموسا للكتيبة المغربية على مستوى طريقة اللعب وتوظيف العناصر.

استخلاص الدروس

اعتبر الصحافي الرياضي ذاته أن “الناخب الوطني فهم الدرس جيدا واجتهد في تغيير مراكز بعض اللاعبين وتعديل خطته التي أصبحت، على حد قوله، مكشوفة أمام مجموعة من الخاصة، خاصة  بعد أن وجهت له مجموعة من الانتقادات من طرف الجماهير والإعلاميين”.

وأشار التويجر إلى أن “المنتخب المغربي أسعد الجميع بداية بالنتيجة العريضة ثم طمأن المتابعين بالأداء الذي تطور في مواجهة الكونغو مقارنة بالمباريات الأخيرة سواء أمام زامبيا أو في التوقف الدولي لشهر مارس أمام أنغولا ومورتيانيا فضلا عن الخروج المخيب من ثمن نهائي نهائيات كأس إفريقيا”.

وختم التويجر حديثه بالتأكيد أن “المنتخب الوطني المغربي يتوفر على ما يكفي من اللاعبين من المستوى العالي الذين يمتلكون مؤهلات تقنية كبيرة ويلعبون في أعرق البطولات والأندية العالمية، ما يمكن الناخب الوطني، على حد قوله، من إيجاد التوليفة المناسبة وبعث إشارات مطمئنة للجماهير المغربية وتحسين الأداء العام لأسود الأطلس.

خطوة جديدة نحو المونديال

خطى المنتخب الوطني المغربي خطوة جديدة نحو التأهل لنهائيات كأس العالم المزمع تنظيمها بأمريكا الشمالية سنة 2026،  حيث واصلت النخبة الوطنية انتصاراتها المتتالية في المجموعة الخامسة من التصفيات باكتساحها الكونغو بسداسية نظيفة لحساب الجولة الرابعة.

ورفع المنتخب المغربي رصيده  إلى تسع نقاط من تسع ممكنة، متقدما على تنزانيا (الذي يتوفر على 6 نقاط، والنيجر ثالثة بثلاث نقاط من مباراتين وزامبيا رابعة بثلاث نقاط والكونغو خامسة بلا رصيد.

وتنتظر أسود الأطلس 5 مباريات أخرى عن التصفيات الإفريقية، حيث يواجه في الجولة الخامسة والسادسة التي تجرى في التوقف الدولي لشهر مارس 2025، كل من النيجر وتنزانيا على التوالي، فيما ينازل في الجولة السابعة الثامنة التي تلعب في شتنبر 2025 كل من النيجر وزامبيا، بينما ألغيت الجولة التاسعة بعد انسحاب إريتيريا، قبل أن يختم التصفيات بمواجهة الكونغو مجددا لحساب الجولة العاشرة في أكتوبر 2025.

ويطمح منتخب المغرب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة السابعة في تاريخه والثالثة تواليا، بعد سابق خوضه منافسات المونديال في نسخ 1970 و1986 و1994 و1998 و2018 و2022، فضلا عن لضمان التأهل لنهائيات كأس العالم لسنة 2030 باعتباره أحد البلدان المنظمة.

ويتأهل إلى كأس العالم سنة 2026 أبطال المجموعات التسع بحسب النظام الجديد لكأس العالم الموسعة بمشاركة 48 منتخبا عوضا عن 32، فيما تخوض أفضل أربعة منتخبات وصيفة ملحقا بينها لتحديد من سيخوض الملحق الدولي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *