شهد إقليم سيدي بنور هذه السنة تحولا لافتا في المشهد الفلاحي، خاصة ما يتعلق بـموسم جني الزيتون. فبعد سنوات عجاف طبعها شبح الجفاف وتقلبات المناخ التي أدت إلى تراجع الإنتاج وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، جاء الموسم الحالي ليحمل معه أخبارا سارة، حيث أجمع فلاحو المنطقة على تسجيل وفرة قياسية في المحصول، وهو ما انعكس مباشرة على أسعار زيت الزيتون في الأسواق المحلية.

أعرب فلاحو سيدي بنور في تصريحات متطابقة لجريدة “”، عن تفاؤلهم الكبير بمآلات هذا الموسم، مؤكدين أن الوفرة ستقود إلى حل أزمة الأسعار التي أرهقت المستهلك.

الفلاح عثمان حميحم، يقول بابتسامة تفاؤل: “لقد أنقذتنا الأمطار التي هطلت في وقتها هذا العام. بعد سنوات من الشح، يمكننا أن نؤكد أن هذا موسم فلاحي واعد بامتياز، خاصة بالنسبة للزيتون. نحن نبشر المستهلك المغربي بأن وفرة المحصول ستؤدي إلى تراجع الأسعار، حيث نتوقع أن يستقر سعر لتر زيت الزيتون عند حوالي 70 درهماً، وهو سعر معقول ومقبول للجميع”.

كما أكد حميحم أن الجودة هي الأخرى في أحسن أحوالها هذه السنة، مشيرا إلى أن المنتج سيكون “زيتا بكرا” بأحسن جودة، ما يضمن قيمة غذائية عالية للمحصول المسوق.

إقرأ أيضا: الحكومة تتوقع تجاوز إنتاج الزيتون لمليوني طن.. وتراجع إيجابي في أسعار زيت الزيتون

من جانبه، تحدث الفلاح عز الدين بشاط عن المردودية العالية التي حققتها أشجار الزيتون هذا الموسم، وشدد على أهمية اختيار الأصناف الجيدة لضمان استمرارية الوفرة.

وصرح عز الدين بشاط قائلا: “إن الإنتاج هذا العام ممتاز، حيث يتراوح المردود المتوسط للشجرة الواحدة ما بين 70 كيلوغراما إلى قنطار كامل، وهذه أرقام لم نعهدها منذ زمن. لضمان مواسم خير مستمرة، أوصي جميع الفلاحين بالاعتماد على زراعة زيت الزيتون القادم من المركز نظراً لجودته العالية ومردوديته المتميزة”.

ولحماية هذا المحصول الوفير وضمان مواسم مقبلة بنفس الجودة، وجه بشاط نداء إلى زملائه الفلاحين بضرورة معالجة الأشجار مباشرة بعد عملية الجني، محذراً من أن هذه المعالجة ضرورية لـ “حماية الأشجار من آفة القرمودية التي تنتشر بسرعة فائقة وتهدد المحصول”.

ويمثل موسم الزيتون الحالي في سيدي بنور نقطة تحول إيجابية، تعيد التوازن الاقتصادي لـ “الذهب الأخضر”، وتؤكد أن الاستجابة الفلاحية للظروف المواتية قادرة على كسر سلاسل الغلاء.

ومع تزايد بشارات الوفرة، يرى فلاحو المنطقة، أن التحدي الآن يكمن في ضمان استقرار الأسعار عند حاجز 70 درهماً، وتكثيف جهود المواكبة والدعم الفني للفلاحين لحماية الأشجار من الأمراض، وضمان جودة التسويق لاستدامة “الموسم الفلاحي الواعد”.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.